المصدر: النهار
السبت 2 تشرين الأول 2021 16:39:16
كتبت كارين اليان في النهار:
شيئاً فشيئاً يتزايد عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى المزج بين اللقاحات لأسباب مختلفة. فمنهم من لم يكتسبوا المناعة اللازمة منذ اللقاح الأول، خصوصاً في ما يتعلّق بلقاحَي سبوتنيك وسينوفارم، إذ يُلاحظ كثيرون بعد إجراء اللقاح بفترة أن معدّل المناعة المكتسبة لا يزال منخفضاً، ومنهم من يلجؤون إلى لقاح فايزر بعد تلقّي لقاحات أخرى لدواعي السفر لأنّه الوحيد المعترف به في مختلف دول العالم.
حتى اللحظة لا يزال موضوع المزج بين اللقاحات مثيراً للجدل، وما من إجماع حوله أو توصيات رسميّة بهذا الخصوص. بشكل عام، واستناداً إلى التجربة، يَنصح الأطباء بعدم تلقّي لقاحين مختلفين في فترات متقاربة بل الانتظار تجنّباً للمضاعفات التي يُمكن التعرض لها بسبب ذلك.
ما من توصيات رسمية
حتى اللحظة، ما من توصيات من منظمة الصحة العالمية، ولا وجود لتوصيات رسمية بهذا الخصوص، بحسب ما يوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا، الذي يُشدّد على توصية منظّمة الصّحة العالميّة بعدم المزج بين اللّقاحات. أمّا مَن يلجؤون إلى المزج بين أنواع عدّة من اللقاحات فيقومون بذلك على مسؤوليّتهم الخاصّة، لا استناداً إلى توصيات رسميّة، بالرغم من أنّهم قد يجدون في ذلك الحلّ الوحيد لهم.
ما يحصل في دول الخليج أنهم يُعطون لقاحاً ثانياً غير لقاح سينوفارم، أو يُمكن الحصول على لقاح فايزر لأن اللقاح الصينيّ لم يكن فاعلاً في كثير من الحالات. فقد يكون اللجوء إلى لقاح ثان مسألة لا بدّ منها ولا حلّ بغيرها.
من جهة أخرى، ثمّة دراسات صغيرة تشير إلى أن المزج بين لقاح أسترازينيكا ولقاح فايزر قد يكون فاعلاً ويؤمّن مناعة عالية. أمّا بالنسبة إلى الجرعة الثالثة من فايزر فقد تمّت الموافقة عليها لمن تخطّوا سن الـ65 عاماً، ولمن يعانون ضعفاً في المناعة. يُمكن لهؤلاء تلقّي الجرعة الثالثة من فايزر بعد 6 أشهر على الأقلّ من تلقّي الجرعة الثانية.
بعد هذه الفترة على الأقل
لا يُمكن الحديث عن مدّة معيّنة يُمكن بعدها تلقّي لقاح مختلف بما أنّه رسمياً لا يُوصى بذلك. لكنّه انطلاقاً من تجربته، وعلى صعيد شخصيّ، يفضّل أبي حنا عدم تلقّي اللقاح الثاني قبل انقضاء 3 أشهر أو 6 كحدّ أدنى حتى يكون الوضع آمناً، وإن كان ذلك غير قابل للتعميم باعتبار أنّ لكلّ طبيب رأيه ونظريّته في هذه المسألة.
في كلّ الحالات، من المنطقيّ أنّه بقدر ما تكون المواعيد بين اللقاح الأول والثاني متباعدة يكون ذلك أفضل. واستناداً إلى التجربة، يُمكن القول إنّه مع اكتساب المناعة بتلقّي اللقاح الأول، ومع تلقّي اللقاح الثاني، من الطبيعي أن تزيد الآثار الجانبيّة وأن تصبح أكثر حدّة. هي في الواقع الآثار الجانبية الناتجة عن تلقّي اللقاح عامةً كارتفاع الحرارة والألم في العضلات والتعب، لكنّها أكثر حدّة وصعوبة، خصوصاً إذا أجري اللقاحان في فترات متقاربة.
فعلى من يجريها عندها توقّع ذلك، بما أنّ الآثار الجانبيّة الناتجة عن لقاح ثانٍ ستسبّب الكثير من الإرهاق، ما يتطلّب المزيد من الراحة خلال يوم أو اثنين. أما بالنسبة إلى المشكلات البعيدة المدى التي يمكن أن تظهر لاحقاً عند المزج بين اللقاحات فهي غير معروفة حتى اللحظة، وإن كان من الممكن ألا تكون موجودة، ويتمّ الإعلان رسمياً عن كون هذه الخطوة آمنة تماماً ولا مشكلة فيها.