ما مصير الـ1701؟

ينادي لبنان بأعلى صوته باستعداده لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي صدر بعد حرب تمّوز 2006 ليضع حداً للنزاع الذي قام حينها واستمر 33 يوماً. لكن لبنان المنادي و"المتمسك" بالقرار الدولي، لم يطبقه كاملاً منذ 18 عاماً، بل "تشاطر" على الطريقة اللبنانية، فاختار منه ما يناسبه، وظلّ "حزب الله" يتحرك بسلاحه، ويحفر الأنفاق، ويخزّن السلاح، وهو ما أعطى إسرائيل ذريعة أمام المجتمع الدولي للمطالبة بتعديله إذ إنه في صيغته التي لا تزال قائمة حتى تاريخه، بدا غير قابل للتطبيق لأنه لا يملك آلية الردع. 

اليوم اكتشف لبنان أمام آلة الحرب والدمار والقتل الإسرائيلية، أنه أخطأ بعدم تطوير ذلك القرار وتطبيقه كاملاً. وعاد ليعلن تمسكه بالقرار الذي صار مرفوضاً من إسرائيل أولاً، ومن راعيتها الولايات المتحدة الأميركية ثانياً، إذ إن الموفد الأميركي إلى المنطقة آموس هوكشتاين عبّر بصراحة عن ضرورة تعديل القرار المذكور، وبذلك تكون الإدارة الأميركية جارت إسرائيل برغبتها الضمنية في إدخاله ضمن البند السابع للأمم المتحدة، بحيث يصير تنفيذه ملزماً وبالقوة العسكرية، وجعله مرفقاً بشروط وملاحق تبدّل طبيعته، وتعدّل محتواه. وهذا الأمر مرفوض لبنانياً، لأن الخوف من أن يؤدي القبول بالتعديل إلى فرض شروط قاسية على البلد، وعلى جيشه، وعلى ناسه. 

والغريب في الأمر أن إيران، راعية "حزب الله"، لم تدعم تطبيق القرار، بل أعلنت استعدادها للتفاوض حوله، كأنها وافقت ضمناً على التعديل، في مقابل مكاسب سياسية ربما تحققها في أمكنة أخرى وملفات أخرى قد تكون أكثر حيوية لها.