ما هي خريطة توزيع الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات في لبنان؟

بات مؤكداً أن هناك مقاربة لبنانية رسمية جديدة تجاه “حركة حماس” وكل الفصائل الفلسطينية في لبنان والتي تتمركز في المخيمات الفلسطينية وعددها اثني عشر مخيماً موزعة على الأراضي اللبنانية. لا يمكن وفقاً لمصادر ديبلوماسية معالجة الجزئيات، لكن معالجة موضوع “حماس” وسلاحها وأدائها في لبنان أولوية لا سيما وان إطلاقها الصواريخ على إسرائيل يشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم في لبنان. إنها معالجة لفصيل في سياق معالجة ملف السلاح الفلسطيني بالكامل، والذي هو محور الزيارة التي سيقوم بها إلى بيروت الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ٢١ أيار الجاري.

كما أن معالجة السلاح الفلسطيني ونزعه هو محور أساسي في اتفاق وقف النار وفي القرارات الدولية ذات الصلة مثله مثل أي سلاح خارج عن الشرعية ومتفلت من أية سلطة للدولة عليه.

وتؤكد المصادر لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، أن السلطة اللبنانية تتواصل مع كافة الفصائل الفلسطينية. وهذا التواصل يتم عبر قنوات عدة، لا سيما وأن ذلك يتماشى مع طبيعة وضرورات الحل لأنه لا يمكن إتمام المعالجة عبر قناة واحدة. كما أنه ليس هناك من طرف واحد يمون على كل الفصائل في هذا الملف.
الرئاسة الفلسطينية تمون على حركة فتح وهي أساسية في الوجود في المخيمات لأنها تسير في مواقفها وراء السلطة الفلسطينية.

أما لناحية الطرف الآخر وهو “المقاومة”، فإن “حركة حماس” أساسية كذلك في إطارها “الجهاد الإسلامي” وهي تدور في فلك النظام السوري الزائل ومرتبطة في الوقت نفسه بإيران، كذلك هناك قيادة العامة وفتح الانتفاضة التي انشقت عن “فتح” الحالية سابقًا. وفي المخيمات أيضاً المجموعات الأصغر والمصنفة “إسلامية” كـ “عصبة الأنصار”، وبقايا “كتائب عبد الله عزام”، “والشباب المسلم-عصبة الإسلام”، وهي الأقوى في مخيم عين الحلوة.

إجمالًا، حركة “فتح” هي الأقوى نفوذًا في المخيمات. إنما لدى “حماس” مربعات أمنية في بعض هذه المخيمات. هناك توازن قوى، لاسيما في المخيمات الثلاثة: الرشيدية، والبص، والبرج الشمالي. وداخل هذه المخيمات هناك وجود لحركة “حماس” لكن ليس الوجود الأكبر، بحسب المصادر.

في مخيم عين الحلوة، كل أنواع الفصائل موجودة، والمنظمات الثلاث الكبار تتقاسمه. إضافة إلى الدحلانيين أي ما يلقبوا “باللينو”، وهؤلاء مختلفون عن “فتح” وعن “حماس” وعن الإسلاميين، ذلك أن هناك توزيع نفوذ وتوازن وجود، وهناك مخيم ويفل في بعلبك، و ايضاً مخيم مار الياس وهو صغير، ومخيما شاتيلا وبرج البراجنة حيث النازحون السوريون هم الاوسع انتشاراً فيه.

هناك مخيمان للفلسطينيين دون سلاح، هما، مخيم نهر البارد الذي صار تحت سلطة الدولة، ومخيم ضبية المفتوح أمام الدولة، ولا تنظيمات فيه ولا فصائل. فقط توجد فيه عائلات من بينها عائلات لبنانية، وهذا المخيم يتصف تاريخياً بهذه الصفة.

مخيم البداوي يُعد من المخيمات الفلسطينية المعقدة لجهة تقسيم النفوذ داخله ولجهة الوجود السوري الكثيف النازح إليه، إذ يشكل هذا النزوح قرابة الـ 40 في المئة من اللاجئين فيه، وهذا يشبه وضع مخيم برج البراجنة حيث 40 في المئة من سكانه نازحون سوريون، أما مخيم شاتيلا، يوجد فيه أكثر من 60 في المئة من النازحين السوريين، وعمال من جنسيات مختلفة وهي من العمالة الفقيرة.

لكن مخيم عين الحلوة والأكثر تعقيداً، تتقاسمه كافة القوى والمنظمات، ولهؤلاء جميعاً فيه مربعات أمنية، ما انعكس على الأمن داخله، حيث هناك استمرار للخلافات والاشتباكات، لا سيما وبصورة أساسية بين “الإسلاميين” من جهة، و”حركة فتح” من جهة ثانية.

وبالقرب من مخيم عين الحلوة، هناك مخيم “المية ومية”، وهو المخيم الذي يمسك الجيش اللبناني بمحيطه ويسيطر على مداخل الخروج منه والدخول إليه.

وتشير المصادر، إلى أن في المخيمات سلاح متوسط وضعيف، في حين أن السلاح الثقيل كان قد سُلم بعد انتهاء الحرب في لبنان. لكن تبقى صواريخ “حماس” مدار جدل في تصنيفها وقدرتها على الضرب خارج لبنان. لكن الدولة أخذت قرارها ولن تتهاون في مسألة نزع سلاح الميليشيات.

الآن بعد تسلم الجيش المتهمين من “حماس”، كيف سيبدأ تعامله السياسي والأمني مع هذه الحركة داخل المخيمات؟