المصدر: النهار
الكاتب: رضوان عقيل
الثلاثاء 18 آذار 2025 07:27:18
يشكل ملف إعمار البلدات المدمرة في الجنوب مادة رئيسية في اتصالات الحكومة بالمسؤولين الدوليين وجهات ديبلوماسية في أكثر من عاصمة. ويكشف نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري عن التوجه إلى إنشاء صندوق للإعمار مع وضع جملة شروط تؤكد استقلاليته وإدارته وفق قواعد شفافة بعيدة من الفساد والمحاصصة. ويتحدث متري إلى "النهار" عن فكرة هذا المشروع والتحضيرات المطلوبة لإطلاقه "ليكون مستقلا ويعتمد الشفافية، بإدارة لبنانية - دولية مشتركة. وتنطلق الخطوة من إنجاح فرص الحصول على مساعدات. وتحتاج العملية إلى استشارة الجهات المانحة والبنك الدولي والأمم المتحدة وتحديد الجهة التنفيذية".
وهل تم وضع الأسس الأولى لهذا الصندوق؟ لا يحسم متري الأمر، "لكننا نستطيع القول إننا بدأنا الإعداد له. وتنظم فرنسا مؤتمرا لدعم لبنان يصب في إطار عملية الإعمار أيضا، وتوليه الحكومة أهمية خاصة".
وهل من تجاوب من الهيئات المانحة؟ يجيب: "الصندوق يحتاج إلى عمل كبير. ويبقى مفتاح المشروع عند السعودية، علما أن الرئيس جوزف عون لم يتناول هذا الموضوع مع المسؤولين في المملكة إبان زيارته لها".
وفي موازاة كلام متري، فإن كتلا نيابية عدة تؤيد طرحه حيال الصندوق المنتظر وترى فيه السبيل الأفضل لإعمار البلدات والمنازل المدمرة في الجنوب والبقاع الغربي والضاحية الجنوبية. ويبقى التعويل على المجتمع الدولي لتأمين الأموال للإعمار. وتتجه الأنظار هنا إلى الدول العربية وفي مقدمها السعودية وقطر.
ويتم ترقب المسار الديبلوماسي لتبين ما إذا كان ثمة مجال لولادة مثل هذا الصندوق، ولا سيما أن إشارات إسرائيلية غير إيجابية لا تشي بانسحاب إسرائيل من مساحات لا بأس بها من البلدات الحدودية التي لم يتمكن أهلها من العودة إليها، مع ملاحظة أن كثيرين من الأهالي قرروا العودة إلى ديارهم، وهذا ما فعله كثيرون في بلدة رامية (بنت جبيل) حيث سكنوا في بيوت جاهزة في ملعب المدرسة الرسمية في انتظار إعادة إعمار بيوتهم المدمرة.
من هنا بدأت الحكومة تركز على إنشاء صندوق الإعمار الذي لم يتم تنظيم شكله ومهماته النهائية بعد.
ولم تتلقّ حركة "أمل" و"حزب الله" شروحا نهائية عن هذا الصندوق، ولا سيما بعد كلام الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أن مهمة ملف الإعمار تقع على عاتق الدولة.
في غضون ذلك، يواصل مجلس الجنوب عمليات إحصاء المنازل المدمرة والمتضررة في الجنوب. وقد نفذت فرقه الهندسية والفنية إحصاء نحو 115 ألف منزل من أصل 230 ألفا.