تعتبر مشاكل القلب المسبّب الأول للوفيات حول العالم، وتحتل الذبحة القلبية هذه القائمة. في السنوات العشر الأخيرة ارتفعت نسبة البالغين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، والذين يعانون من نوبة قلبية بنسبة 2 في المئة. في حين أشارت تقارير إحصائية إلى أن المخاطر العرضية ارتفعت بنسبة 53 في المئة في غضون 5 سنوات في الكثير من البلدان. فما هي أسباب الذبحة القلبية عند الشباب ومتى تكون قاتلة؟ وما هي أهم عوارضها التحذيرية؟

برأي رئيس قسم القلب في مستشفى أوتيل ديو الدكتور ربيع عازار أن "نسبة الذبحة القلبية تزداد مع الوقت، ويعود ذلك إلى أسباب عدّة أهمها تقدّم العمر، التدخين، الكحول، الضغوط النفسية والتوتر، نمط حياة غير صحي، ارتفاع في مستوى الكولسترول... وبالتالي نلاحظ زيادة في حالات الذبحة القلبية في لبنان والعالم".
 
يؤدّي غياب الإحصاءات إلى تعذّر إمكانية إثبات مدى زيادة الذبحة القلبية عند الشباب في لبنان، في المقابل ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر قصص وفاة للشباب نتيجة الذبحة القلبية المفاجئة ما جعلنا نعرف بهذه الحالات أكثر.
 
ما هي أسباب الذبحة القلبية عند الشباب؟
 
ويؤكد عازار أن "الذبحة القلبية عند الشباب (الذين تقلّ أعمارهم عن 45 عاماً) نادرة والأسباب المسؤولة عنها تتمثل بـ:
 
- التدخين: وفق الدراسات التي أجريت تبيّن أنّ معظم الشباب الذين تعرضوا لذبحة قلبية كانوا من المدخّنين.
 
- الكولسترول الوراثي: يصل مستوى الكولسترول إلى 300 و400
 
- الإدمان على المخدرات: يتسبّب الكوكايين بتجميد الدم في الشرايين وبالتالي يؤدّي إلى ذبحة قلبية.
 
- الكحول
 
وتختلف أسباب الذبحة القلبية عند كبار السنّ وغالباً ما تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، السكّري والأمراض المزمنة.

هل الذبحة القلبية تكون قاتلة عند الشباب؟
 
خلافاً لما هو شائع، يشدّد عازار على أن "الذبحة القلبية عند الشباب ليست قاتلة وغالباً ما ينجون منها. ومن المهم أن نعرف أنه كلما تقدم الشخص في العمر ارتفع خطر الوفاة من الذبحة القلبية وليس العكس. ولكن تكون الذبحة القلبية عند الشباب مرفقة بعوارض دراماتيكية وقوية حيث يشعر الشاب بألم ووجع في الصدر وقد يمتد إلى اليد والأسنان، في حين أنّ الشخص الكبير في السنّ والذي يعاني من السكري قد يتعرّض لذبحة قلبية صامتة من دون أن يشعر بشيء.
 
هل تسبّب لقاح كورونا في زيادة نسبة الذبحة القلبية عند الشباب؟
 
يرفض رئيس قسم القلب في مستشفى أوتيل ديو هذه المعلومة المغلوطة التي تقول إن لقاح كورونا أدّى إلى زيادة الذبحة القلبية عند الشباب. برأيه أنّ "مرض كوفيد كان يتسبّب بذبحة قلبية أو جلطة دماغية نتيجة الإصابة بالفيروس، وبالتالي إنّ لقاح كوفيد أنقذنا من مشاكل كبيرة ، ولا يوجد أيّ دليل على أنّ اللقاح يتسبّب بالجلطة القلبية والدماغية.

ما هي أهم الأعراض التحذيرية للذبحة القلبيّة؟
 
يعاني الشباب من أعراض قوية وواضحة لا يمكن إغفالها في حال التعرّض للذبحة القلبية وأبرزها:
* ألم في الصدر يمتدّ إلى اليد والرقبة والأسنان.
* الموت المفاجئ: يمكن أن يكون العارض الأول هو الأخير ويؤدّي إلى الوفاة المفاجئة.
 
لذلك من المهم جداً عند الشعور بأيّ عارض قويّ استشارة الطبيب فوراً لمنع الذبحة وتفادي المضاعفات كضعف عضلة القلب أو الموت المفاجئ.
 
نوعية الذبحة وكبرها
 
يُميّز عازار بين الذبحات الكبيرة والصغيرة، حيث تؤدّي الذبحة الكبيرة الممتدة إلى ضرر قسم كبير من عضلة القلب، أمّا الذبحة الصغيرة فتتسبّب بضرر قسم صغير من عضلة القلب.
 
ويُشكّل الشريان محطة مفصلية وأساسية في خطورة الذبحة، إجمالاً عند الشباب نشهد انسداداً في الشريان الكبير ما يجعل الذبحة كبيرة. ولأنّ عضلة قلب الشاب تكون عادة سليمة وبالتالي يمكن للقسم الآخر غير المتضرّر من القلب أن تعوّض عن الضرر الحاصل.
 
أمّا بالنسبة إلى كبار السن، فتضعف عضلة القلب بسبب تقدّم العمر، فالأقسام الأخرى من القلب تكون غير كافية لتعويض هذا الضرر الذي أصاب قسماً من القلب.
إلى جانب كبر الذبحة، قد تلعب المنطقة المصابة ومدى قربها من كهرباء القلب أو البطارية دوراً في زيادة الخطورة والوفاة عند الشخص. على سبيل المثال في حال تعرّض الشخص إلى ذبحة حتى لو كانت صغيرة وأصابت كهرباء القلب من شأنها أن تعرّض الشخص إلى الموت. وفي هذه الحالة يكون العارض الأول هو الأخير وتسبّب الوفاة المفاجئة.
 
لذلك تكمن اهمية أن يكون في الأماكن العامة "الصاعق الكهربائي الأوتوماتيكي" الذي يمكن أن ينقذ حياة الشخص من الموت.