"مجلس الأمن" في الناقورة غداً... فهل ينجح بتعطيل صواعق الحرب؟

للمرة الاولى يحضر الى بيروت وفد رفيع المستوى يمثل كل اعضاء مجلس الامن من الدائمين ال 5 وغير الدائمين ال 10 في اشارة الى اهتمام اكبر مؤسسة اممية- ديبلوماسية تعي خطورة تطور الاحداث في لبنان وخصوصا في الجنوب، اذا لم تنجح الاتصالات في تفكيك صواعق الحرب التي لا تنفك اسرائيل عن التحضير لها والاستعداد لتفجيرها. وهذا ما يريده بنيامين نتتياهو وتفلته من كل الضوابط قبل انتخابات الكنيست ليبقى على رأس السلطة.

ويعول المسؤولون في لبنان بدءا من الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام على هذه المحطة الديبلوماسية والاستفادة من وجود هذا الوفد الاول في الامم المتحدة لتبيان حقيقة موقف لبنان بالقنوات الديبلوماسية وتجنيبه نيران حرب اخرى ، ولا سيما بعد قبوله بتعيين مدني على راس الوفد اللبناني في لجنة "الميكانيزم" برئاسة السفير السابق سيمون كرم.

ويستغل لبنان وجود الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس في تمثيل واشنطن في عداد الوفد، ولا سيما ان دولتها صاحبة الفيتو الذي ترفعه في وجه كل المشاريع والشكاوى التي تهدد اسرائيل وتحرجها. ويعمل لبنان على الاستفادة من مشاركة اورتاغوس لتستمع من جديد ومن الرؤساء وخصوصا من بري الذي لا يتراجع في كل استقبالاته من هذا التشديد على التزام لبنان بوقف اطلاق النار وان اسرائيل لم تحترم كل مندرجاته واستمرارها في عدوانها ومسلسل اختراقاته اليومية. وهذا ما ابلغه الى اعضاء الوفد وسط تشديده على مسألة انه " لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار". وان " الاستقرار في الجنوب يستلزم التزام اسرائيل بالقرار الاممي 1701 وباتفاق وقف اطلاق النار. ووقف حربها الاحادية على لبنان".

وقبيل استقبال الرؤساء للوفد وبحضور مندوب لبنان السفير أحمد عرفة ثمة تركيز على مندوب الجزائر عمار بن جامع الذي يحمل ملف لبنان في كل اجتماعات مجلس الامن وجلساته وكان "صوت لبنان" بحسب مصادر ديبلوماسية لبنانية الى جانب اعضاء اخرين لم يتأخروا بدورهم في الدفع الى وقف اطلاق النار ، " لكن الفيتو الاميركي كان يقف بالمرصاد" ، علما ان الفرنسيين لم يقصروا " في احتضان لبنان ومواقفه" بطلب من الرئيس ايمانويل ماكرون. 

وفي المناسبة درج اعضاء مجلس الامن ال 15 على زيارة المناطق الساخنة وبؤر النزاع في اكثر من دولة بغية معاينة الوقائع على الارض وعدم الاكتفاء بالتقارير التي تصدر من الغرف الديبلوماسية. ومن اهمية حضور الوفد الى بيروت اليوم انه سيتوجه غدا الى الجنوب وتستضيفه قيادة " اليونفيل" برئاسة قائدها ديوداتو ابانيارا في مقرها في الناقورة وسيقوم الوفد بزيارة نقطة في البلدة تقع على الحدود بين لبنان واسرائيل وسيتمكن السفراء ب " أم العين" من مشاهدة حجم اثار المنازل المدمرة في الناقورة وعلى بعد مسافة قصيرة من مقر "اليونيفيل" التي ستطلعهم على حقيقة ما يحصل على الارض. وفي المناسبة بدا من اليوم  قلق لبنان من انتهاء مهمة القوة الدولية في نهاية العام المقبل اذا لم تسو الامور على الحدود مع اسرائيل قبل هذا التاريخ حيث ستسفيد الاخيرة من هذا التطور للتخلص من هذا "الشاهد الاممي". 

وللاستفادة من وجود وفد مجلس الامن يقول وزير الخارجية الاسبق عدنان منصور "ان امام لبنان فرصة لشرح حقيقة الاخطار الاسرائيلية وتهديدها كل لبنان. ومن الضروري اطلاع اعضاء الوفد على الدمار الذي ارتكبته اسرائيل في الجنوب مع ضرورة اعطاء تعليمات لكل البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج لتبيان حقيقة الخطر الاسرائيلي".