"مجون سياسي" وديمقراطية مخطوفة..

رأى الـشـيـخ عـبـاس الجوهري ان الديموقراطية في الوسط الشيعي مخطوفة من قبل الثنائي ««حزب الله» و ««حركة أمل»، وذلك نتيجة احتكارهما عنوة وعن غير وجه حق، التمثيل السياسي للطائفة من خلال السلطة والسلاح، وهو بالتالي امر غير مستغرب من فريق أكدت التجارب معه سواء في الانتخابات النيابية او في تشكيل الحكومات، انه لا يؤمن بالديموقراطية، ويعتمد لتحقيق مآربه وغاياته، على سياسة التخوين والترهيب والتسويف والإغراء بالمال، معتبرا بالتالي انه كما يوجد لدى كل الطوائف في لبنان دون استثناء احاديات وثنائيات وثلاثيات سياسية تتقاسم النفوذ في الدولة، كذلك يوجد ثنائية شيعية متسلطة تتقاسم النفوذ وتفرض مشيئتها على أبناء الطائفة.

الجوهري المعارض للثنائي الشيعي، لفت في حديث لـ «الأنباء»، الى ان الطائفة الشيعية في لبنان، مغلوب على نخبها الثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية، اذ كان لديها مساحة واسعة من الحرية في الخيارات والاجتهادات، انما قمعت من قبل الثنائي الذي مازال حتى اليوم يحاول ان يجعل من الطائفة حزبا منظما بواسطة قبضته الحديدية التي يسيطر بها ومن خلالها على الواقع الشيعي، مشيرا من جهة ثانية، الى ان اكثر ما يدعو للاستنكار والادانة، هو المجاهرة بالتبعية للأجنبي، لأن الأصل والأساس، هو انتماء الانسان الى وطنه وبيئته وجماعته وناسه أيا يكن حجم مشاطرة هذا الأجنبي الانتماء الديني او المذهبي، وما مجاهرة حزب الله بالتالي بانتمائه الى من يمده بالمال والسلاح، سوى دليل على انه مجرد تابع ومستتبع الى حد الاسترزاق.

وردا على سؤال، وصف الجوهري تعطيل الاستحقاق الرئاسي بـ«المجون السياسي»، وذلك لاعتباره ان تعطيل العملية الديموقراطية، وتشكيل السلطة، وحركة الدولة، والانتظام العام، ومصالح الناس عبر نسف الانتخابات الرئاسية خصوصا في ظل الازمة الاقتصادية الحادة، بمنزلة القتل الجماعي للناس الآمنين الباحثين عن رزقهم ولقمة عيشهم، معتبرا بالتالي ان الحل السريع يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، وأي تأخير ولو ليوم واحد، هو عناد وتبديد لمصالح الناس، مستدركا بالقول: ان الثنائي الشيعي الذي تمكن من استبعاد أي شيعي منافس له على رئاسة مجلس النواب يحاول اليوم إبقاء سيطرته على الموقع المسيحي الأول من خلال فرض مرشحه بشكل مناف للدستور والعملية الديموقراطية، ومجاف للعقل والمنطق، ولمبدأ قيام الدولة، مؤكدا بناء على ما تقدم، ان إسرائيل لم تتمكن من تدمير لبنان بمثل ما دمره الثنائي حزب الله وحركة أمل، مذكرا على سبيل المثال بأن اتفاق «17 أيار» الذي انقلبت عليه الحركة الوطنية بقيادة حركة أمل آنذاك، لم يقدم للإسرائيلي ما قدمته له اليوم ورقة ترسيم الحدود البحرية.

وعمن يعتبره بين سليمان فرنجية وجهاد ازعور ومعوض وباسيل وبارود وقائد الجيش جوزاف عون، الأفضل لرئاسة الجمهورية، ختم الجوهري مؤكدا انه من المفترض الا يكون الرئيس اللبناني فئويا، لاسيما ان موقع الرئاسة الأولى هو لكل اللبنانيين دون استثناء، فلبنان بلد التسويات الدائمة، ولا يمكن بالتالي لرئيسه ان يكون طرفا في النزاعات والصراعات السياسية كما كان عليه الرئيس السابق ميشال عون، الأمر الذي يعطي قائد الجيش فرصة التقدم على الآخرين.