المصدر: Kataeb.org
الخميس 27 نيسان 2023 15:21:39
بدعوة من جهاز الفكر الكتائبي القى رئيس مجلس الشورى الدكتور انطوان الحاج محاضرة بعنوان "حزب الله وولاية الفقيه" حضرها اعضاء المكتب السياسي، جويل بوعبود، لينا الجلخ ومجيد العيلي، رئيس جهاز الفكر رفيق غانم وامين سر الجهاز البروفيسور بسام زلزل، نائب الأمين العام ايلي لوقا،رئيس مصلحة الطلاب الياس سمعان، ورئيس ندوة المحامين ماريو ابو عبدالله.
وجاء في تفاصيلها:
تعتبر ايران من الدول المحورية في الشرق الاوسط، فهي من حيث المساحة تبلغ مليون وستماية وخمسين الف كلم، السكان حوالي السبعين مليون نسمة.
جمهورية إسلامية تعتمد النظام والتشريع الإسلاميين، تحدّها من الشمال أذربيجان"الشيعية وهي على خلاف معها ففي الحرب بين آذربيجان مع أرمينا وقفت ايران مع ارمينيا"، كما يحدها تركمانستان ومن الجنوب الخليج العربي وعمان، ومن الشرق افغانستان وباكستان ومن الغرب العراق وتركيا، أحدد هذا الموقع لألفت النظر الى موقعها وسط دول إسلامية بنسبة كبيرة وقوية جداً، فباكستان على سبيل المثال تبلغ حوالى 180 مليون نسمة وهي دولة نووية، ثم افغانستان الدولة السنية السلفية والتي اعتادت الحرب. أما بقية المحور فهي دول سنية. اذاً السؤال المطروح هنا هوعن اهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران.
تعتبر إيران من الدول النفطية ذات الاهمية العالمية فالإقتصاد الإيراني يملك مقومات متعددة، منها قطاعات الزراعة والصناعة، الغاز الطبيعي النحاس... الثقافة الايرانية قديمة قدم الامبراطوريات الفارسية المهمة، ففي مراحل التاريخ القديم احتلت ايران أجزاء كبيرة من الشرق والغرب، ولابد من ذكر ما جاء في الكتاب المقدس العهد القديم، يوم تم سبي اليهود من اسرائيل الى بابل على يد نبوخذ نصر سنة 568 قبل الميلاد ثم اعاد قوش اليهود بعد اربعين سنة على الغزو.
لا بد من ذكر التحول في ايران الى المذهب الشيعي وذلك خلال القرن السادس عشر ميلادي عندما اعتنق الشاه اسماعيل الاول الصفوى، المذهب الشيعي الاثني عشري وجعله الدين الرسمي للدولة الصفوية، ومنذ ذلك الحين اصبحت ايران تعتنق رسمياً هذا المذهب الشيعي.
نصل الى سنة 1979 حيث انتصر الزعيم الإسلامي آية الله الخميني الذي أطاح بالنظام الملكي، وأعلن إيران جمهورية إسلامية، وهنا تأثرت الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية بهذه المفاهيم التي اعتمدت نظام ولاية الفقيه والمذهب الاثني عشري.
الشيعية الاثنتاعشرية هي تيار ديني واسع جداً اعتنقه عدد كبير من الشيعة وهو يعتبرأن الله اختار الأئمة الاثني عشر، وان هؤلاء الأئمة هم ورثة النبي محمد، الامام هو وسيط بين الله والانسان، وهو يتلقى التوصيات الإلهية اذاً هو معصوم عن الخطأ وحكمه هو النهائي، وهو من يحق له الحكم السياسي والاداري، وطبقاً لهذه العقيدة فإن الأمام الثاني عشر وهو محمد بن الحسن العسكري/ المهدي/ وهو الامام الحالي، وهو المغيب وسيعود يوماً ليملأ الارض عدلاً ويدحل البشر كلهم في المذهي الشيعي.
ولاية الفقيه هي نظام يقوم على مبدأ الاثنى عشرة والايمان بالولي الفقيه وهو الامام المغيب المهدي، هو الامام الذي له ولي على الارض" يا مولاي انا مولاك" وحكم هذا الولي مبرم وغير قابل للطعن كان ولي الولي هو الامام الخميني اما الولي الحالي فهو الامام علي الخامينئي.
لا بد للمحلل السياسي الذي يحاول فهم حزب الله من حيث دوره وموقعه على الساحة اللبنانية من دراسة الحالة التاريخية التي شهدها لبنان في فترة التأسيس اي في حدود العام 1982، فمنذ ذلك الوقت الى اليوم، كان تاريخ لبنان والمنطقة مليئاً بالاحداث الجسام، فأصبحت دراسة تاريخ هذه الحقبة مرتبطة بحزب الله ارتباطاً وثيقاً، من حيث دوره وتأثيره في لبنان والشرق الاوسط، وبخاصة ايران، ولا بد من فهم العلاقة والرابط العقائدي الفكري الايديولوجي، بين الحزب والثورة الايرانية.
إن نشوء حزب الله في أوائل الثمانينات، مرتبط بشكل وثيف بإنتصار الثورة الايرانية الشيعية والتي ظهّرت الشيعة بشكل مميز لأول مرة في تاريخهم السياسي والوجودي "ما عدا حقب من التاريخ استطاع فيها الشيعة اظهار شخصيتهم ووجودهم" اذا بعد الثورة الايرانية وجد الشيعة عامة واللبنانيون منهم خاصة في الجمهورية الفتية قاعدة، ومرجعاً وفوة دولية روحية وسياسية كما شهدت هذه المرحلة اندلاع الحرب العراقية الايرانية، التي رأى فيها الشيعة الايرانيون، محاولة سنية لتطويق ثورتهم ولهذا سارعوا الى دعم وجودهم في لبنان، لأنه امتداد مهم وورقة تستخدم في أي مجال، وبعد انتصار ايران في معركة خورمشهر آذار 1982، قوي موقعهم في العالم الشيعي ومنه لبنان. ولتقوية صدقيتها وتعزيزها عمدت ايران الى ارسال متطوعين الى لبنان "الحرس الثوري الايراني" الذين تحولوا الى مدربين عسكريين للشباب الشيعة، انطلاقاً من بعلبك الى الضاحية والجنوب وكان لهم تأثيرهم الكبير في تنظيم كادرات "حزب الله".
وتجدر الاشارة الى عامل أساسي هيأ لنشوء "حزب الله" وهو الصدمة التي اصابت الشيعة بغياب الامام موسى الصدر عام 1978، فهذا الفراغ الذي تركه الامام الصدر لا بد من ملئه بقيادة بديلة يستقطب من جديد جماهير الطائفة الشيعية.
أما بالنسبة لتسمية "حزب الله" فهي تسمية لها بعدان، البعد الدين - الفقهي القرآني والبعد الايديولوجي.
في البعد الاول اخذت التسمية من القرآن "ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون" الماندة 56.
أما البعد الإيديولوجي فهو أن جماعة من الناس يجتمعون على مذهب سياسي عقائدي واحد.
هنا ينبغي الاشارة الى بعض نقاط الفكر الفلسفي للحزب ليتمكن الانسان من فهمه على حقيقته، وهو ان حزب الله ليس ولا ينبغي أن يكون جماعة من المسلمين، أو طائفة داخل الاسلام بل هو الامة الاسلامية كلها، حزب الله: أمة المسلمين، وان صوغ ايديولوجيا حزب الله ليس أمراً
يشرعه الناس بل أن عقيدته "ايديولوجية" موجودة في صلب الشريعة الاسلامية وما على الفقهاء والمجتهدين الا اظهارها وابرازها. ان الحزب هو حقل العمل الأنسب لإطلاق الدعوة الإسلامية.
منذ العام 1988 شهد حزب الله تحولاً من الإيديولوجية في اتجاه الرومانسية ومزيداً من الواقعية، وهذا مرده الى أسباب عديدة منها داخلي كصراعه مع "أمل" الذي أدّى إلى تقاسم نفوذها في المناطق ومنها خارجي وهو وفاة الامام الخميني القائد التاريخي للثورة الايرانية. وقد خلفه السيد علي خامينئي فأقسم "حزب الله بالولاء له قائداً للمسلمين وذلك في مهرجان البيعة والولاء في بعلبك 30/6/1989 وقد تمحور هذا التحول الى مزيد من التنظيم الداخلي حيث ظهر في الحزب اربع هيئات هي: مجلس الشورى، المكتب السياسي، المجلس التنفيذي، مسؤولو المناطق.
قبل ايار 1991 كانت قيامة الحزب لأمينه العام الشيخ صبحي الطفيلي وكان ينتخبه مجلس الشورى - تسعة أعضاء - أميناً عاماً لمدة سنة واحدة في ايلول من كل عام.
في أيار 1991 اختير السيد عباس الموسوي أميناً عاماً واستحدث منصب أمين عام مساعد "السيد حسن نصرالله" وجعلت مدة ولاية الامين العام سنتين. وخفض عدد اعضاء مجلس الشورى من تسعة الى ستة. وبعد اغتيال السيد عباس الموسوي 16/6/1992 اختير السيد حسن نصر الله لمنصب الامانة العامة.
اما فيما يختص بالتعاطي الجديد للحزب فقد أشار المحللون الى عدة موضوعات منها:
مصادر القوة: ان مصادر القوة في حزب الله والتي جعلته يفرض نفسه قوة مصوبة وموهوبة لبنانياً واقليمياً ودولياً تتمثل فيما يلي:
الخلاصة:
ان حزب الله لبناني البيئة، اسلامي الدين شيعي المذهب علاقته بإيران مستمدة من ايمانه الفكر العقائدي واطروحة ولاية الفقيه، هذه الاطروحة التي عمها الامام الخميني منذ بدء الثورة الايرانية.
ولاية الفقيه عند الشيعة الإثني عشرية، مستمدة من ولاية الامام المهدي الغائب، المتصلة بالامام علي والنبي محمد والله عبر الأئمة الاثني عشر، الإمام المهدي الغائب الذي ينتظره الشيعة ليأتي ويملأ الارض عدلاً وسلاماً وينشر المذهب الشيعي في انحاء المعمورة.
هناك مدرستان فكريتان للشيعة: الأولى يعتلها النجف الأشرف، حيث المرجعيات العربية الكبيرة، والتي لا يتبع مقلدوها نظرية ولاية الفقيه الايرانية، ويمكن تسميتهم بالشيعة العرب، وكانت "أمل" من أصحاب هذه النظرية. يستثنى من هذه المدرسة التيار الصدري، جيش المهدي.
أما المدرسة الثانية فهي "قم" حيث المرجعيات الشيعية الايرانية، والتي آمن من مقلدوها من تاريخ فتوى الخميني بنظرية ولاية الفقيه الايرانية.
الشيعة، في كل زمان ومكان، لهم مفهومهم في ولاية الفقيه حيث المرجع المقلد هو في منصب ولاية الفقيه.