محافظ بيروت... معركة غير متكافئة جديدة بين دياب وخصومه؟

على الطريقة اللبنانية المعهودة، وجدت الأزمة التي أثارها تعيين خلف لمحافظ بيروت زياد شبيب طريقها إلى الحل، قبل ساعات على انتهاء انتداب شبيب، في 19 أيار الجاري، أي اليوم، حيث تحفل الأوساط والكواليس السياسية الأرثوذكسية بكلام عن اتجاه إلى تعيين الرئيس السابق للهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود محافظا جديدا لبيروت.

وفي السياق، توضح أوساط مطلعة لـ "المركزية" أن القاضي عبود، محسوب، في بعض الدوائر البيروتية، على التيار الوطني الحر، ما من شأنه رفع حظوظه في تبوء المنصب المنتظر، قد يكون نال نوعا مما يمكن تسميتها "بركة" متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، بعيد لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، في 11 ايار الجاري.

وفي هذا الاطار، تشير الأوساط إلى أن الاتفاق الذي من المفترض أن يكرسه مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، في انتظار مآل جولة أخيرة من المحادثات والمفاوضات بين الأطراف المعنيين، يتجاوز في أهميته ضرورة ملء الشغور في محافظة بيروت، إلى تجنيب رئيس الحكومة حسان دياب مواجهة في غير زمانها ومكانها مع رئيس الجمهورية وفاعليات العاصمة.

وتعتبر الأوساط أن دياب، الذي تمسك طويلا بترشيح مستشارته لشؤون كورونا بترا خوري لهذا المركز الحساس، اختار مجددا توقيتا خاطئا لخوض معركة غير متكافئة في مواجهة المطران عودة، وكثير من الفاعليات السياسية البيروتية، في ما يمكن اعتبارها محاولة جديدة منه لفرض خياره ووجوده في العاصمة.

وتلفت الأوساط إلى أن التقاليد والأعراف اللبنانية المتبعة تاريخيا تفترض على الأقل الوقوف على رأي مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس في محافظ المدينة، على اعتبار أن هذا المنصب يعني الكثير للطائفة، وفي ذلك مؤشر إلى أن هذا الموقع لا يجوز عرفا أن يكون موضع سجال بين متروبوليت بيروت وأي جهة حكومية كانت، بدليل أن الأزمة عادت وانتهت بانسحاب خوري من الميدان لصالح مرشح ينال رضا المطران عودة، بعد طول تصعيد كلامي.

ومن زاوية سياسية بحتة، أكدت المصادر أن الإتفاق المبدئي على الأقل على اسم القاضي عبود حفظ ماء وجه الرئيس دياب، من حيث انسحاب خوري من تلقاء نفسها عبر تويتر، وأبعد عن أركان الحكم والحكومة مرارة كأس هزة سياسية يبدو الفريق الوزاري في غنى عنها، فيما هو يسعى إلى تلميع صورته أمام المجتمع الدولي بهدف نيل المساعدات الموعودة، خصوصا أن بعض المعلومات تحدث أمس عن تصعيد أرثوذكسي كان ليبلغ حد استقالة الوزراء زينة عكر وميشال نجار وريمون غجر من الحكومة، ويغرق دياب في أزمة ميثاقية، ما كان ليخرج منها سالما.

وتختم الأوساط مذكرة بأن هذا السجال التقليدي أعاد التذكير بأحقية مطالب الثوار الداعين إلى قيام دولة مدنية حقة، لا تزال تنتظر تخلي البعض عن الامتيازات لصالح الكفاءات... يوما ما.