المصدر: العربية
الثلاثاء 20 أيلول 2022 02:21:42
اتّهمت أوكرانيا امس الاثنين روسيا بقصف موقع محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية في جنوب البلاد، ما يثير الخشية مرة جديدة من أن تتسبب هذه الحرب بحادثة نووية كبرى.
وهذه المنشأة النووية الأوكرانية الثالثة التي تتعرض للقصف أو الاحتلال، منذ إطلاق روسيا في 24 فبراير عمليتها العسكرية في أوكرانيا، رغم دعوات دولية كثيرة لإبقاء مثل هذه المنشآت بعيداً عن النزاع لعدم التسبب بكارثة على مستوى القارة الأوروبية.
وتعقيباً على الضربة الصاروخية التي استهدفت موقع محطة بيفدينوكراينسك في منطقة ميكولايف (جنوب)، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تلغرام إن "روسيا تعرض العالم بأسره للخطر". وأضاف: "علينا وقفها قبل فوات الأوان" مرفقاً المنشور بفيديو مراقبة بالأسود والأبيض يظهر انفجاراً شديداً.
من جهتها، أعلنت شركة "إنرغوأتوم" الحكومية المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية أنه "وقع انفجار قوي على مسافة 300 متر فقط من المفاعلات" في هذه المحطة، مشيرةً إلى أنها ضربة صاروخية روسية ليلية.
وعلى بعد 260 كيلومتر على خط مستقيم نحو الغرب، تعرّضت محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، وهي الأكبر في أوروبا وتسيطر عليها القوات الروسية منذ الأسابيع الأولى للحرب، للقصف مرات عديدة في الأشهر الأخيرة ما أثار قلقاً كبيراً.
وتتقاذف كييف وموسكو المسؤولية وتتهمان بعضهما بالابتزاز النووي. إلا أن الوضع تحسّن في الأيام الأخيرة وأُعيد ربط المحطة بالشبكة الكهرباء الأوكرانية.
"لا استراحة" في الهجوم المضاد
من جهته، دعا مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنظمة التي أرسلت مفتشيها إلى المنشأة النووية مطلع سبتمبر، روسيا إلى الانسحاب منها.
في بداية الحرب، سيطرت القوات الروسية موقع محطة تشيرنوبيل (شمال) التي تسبب انفجار أحد مفاعلاتها عام 1986 بتسرب إشعاعي في جزء كبير من أوروبا. لكن الروس انسحبوا منها في الربيع بعد فشل هجومهم على كييف.
في بيفدينوكراينسك، كانت المحطة تعمل بشكل طبيعي صباح الاثنين رغم الضربة الصاروخية التي تسببت بتكسير نحو 100 شباك وقطع ثلاثة خطوط توتر عالي.
يأتي هذا القصف في وقت سجّلت القوات الروسية إخفاقات متتالية في سبتمبر، مع انسحابها من منطقة كبرى في شمال شرق البلاد إثر هجوم مضاد خاطف شنّه الأوكرانيون على منطقة خاركيف. واستعادت قوات كييف أيضاً أراضي لكن ببطء أكبر في الجنوب.
ومنذ أيام، تباطأ التقدم الأوكراني. وشدد الرئيس زيلينسكي مساء الأحد على أن قواته لا تأخذ "استراحة" إنما "تحضّر للمراحل المقبلة"، إذ إن روسيا تسيطر على جزء كبير من دونباس (شرق) ومنطقتَي خيرسون وزابوريجيا (جنوب).
مقتل 13 مدنياً بضربة أوكرانية
هذا وتسببت ضربة أوكرانية على دونيتسك عاصمة المنطقة الانفصالية التي تحمل الاسم نفسه، بمقتل 13 مدنياً اليوم، وفق ما أفاد رئيس بلدية المدينة الموالي لروسيا أليكسي كيمزولين.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أنها شنّت ضربات في أنحاء البلاد، إحداها على زابوريجيا (جنوب) "دمّرت ورش عمل.. حيث تجري صيانة منظومات (صواريخ) أميركية من نوع هيمارس". ودارت مواجهات أيضاً في منطقة دونيتسك الانفصالية، وكذلك في لوغانسك المجاورة.
من جانبها، أكّدت الرئاسة الأوكرانية الاثنين أن "عشرة مدنيين قُتلوا وجُرح 22" آخرون إثر ضربات روسية الأحد.
تعذيب و"أكاذيب" في إيزيوم
وفي منطقة خاركيف، تتواصل عمليات إخراج الجثث في إيزيوم بعد اكتشاف أكثر من 440 مقبرة قرب هذه المدينة المهمة التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها مؤخراً من الروس. وتحمل بعض الجثث التي عُثر عليها مكبلة الأيدي، آثار تعذيب. وبدأ محققون أوكرانيون تحقيقاتهم في 16 سبتمبر.
ومرة جديدة، نفى الكرملين مسؤوليته عن هذه الفظائع. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "إنها أكاذيب. سندافع بالطبع عن الحقيقة في هذه القضية.. إنه السيناريو ذاته كما في بوتشا".
وأضاف تشينداي "لقد ضربوني على كعبَي رجلَي وظهري وساقَي وكليتَي". وكان الجنود الروس يتّهمونه بأنه أعطى القوات الأوكرانية إحداثيات موقع مدرسة كانوا يتمركزون فيها. وأدى قصف أوكراني على المدرسة إلى مقتل عدد كبير من الجنود الروس.
على الصعيد الدبلوماسي، فُرضت عقوبات جديدة على موسكو. فاعتبارًا من الاثنين بدأت بولندا ودول البلطيق الثلاث تطبيق قيود على دخول المواطنين الروس الحاملين تأشيرات أوروبية، إلى أراضيها.