المصدر: النهار
السبت 17 تموز 2021 23:06:49
تحاول الدول الأوروبية حيث يتوقع تفشي فيروس كورونا بقوّة في الأسابيع المقبلة، احتواء انتشاره مع تشديد شروط الدخول إلى فرنسا والمملكة المتحدة.
في جزيرة ميكونوس اليونانية يتعيّن التوقف عن الرقص اعتباراً من الساعة الأولى صباحاً، غداة فرض حظر تجول ليلي مماثل في كاتالونيا.
وتفرض فرنسا اعتباراً من منتصف الليلة على المسافرين غير المطعمين القادمين من المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال وقبرص واليونان وهولندا، إبراز فحوص لكشف الإصابة لا تزيد مدّتها على 24 ساعة. حتّى الآن كان يتمّ القبول بفحوص صالحة لمدة 72 ساعة، باستثناء أولئك القادمين من المملكة المتحدة الذين عليهم تقديم نتائج مسحة سلبية لا تزيد على 48 ساعة.
وفي وقت ترتفع الحالات بشكل كبير تحت تأثير المتحورة "دلتا"، وسعت فرنسا قائمة البلدان "الحمراء" إلى بلدان جديدة هي تونس وموزمبيق وكوبا وإندونيسيا.
وتخوفًا من "الانتشار المستمر" في فرنسا للمتحورة "بيتا" التي رصدت لأول مرة في جنوب إفريقيا، قرّرت الحكومة البريطانية فرض حجر صحي على كلّ القادمين من هذا البلد حتى لو تلقوا اللقاح.
"رسالة مربكة جداً"
هذه النسخة المتحورة موجودة في جزيرة ريونيون الفرنسية، لكن انتشارها محدود جداً في فرنسا. وهي من المتحورات الأربع المقلقة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية إلى جانب "ألفا" و"غاما" و"دلتا".
وتقول الطبيبة مستشارة أمراض الكبد في مستشفى سانت ماري في لندن مود لوموان "نعمد إلى إزالة جميع إجراءات الحماية في 19 تموز ومن ناحية أخرى نفرض حجراً صحياً على البريطانيين أو المقيمين الذين أنهوا عملية تطعيمهم بالكامل الذين يعودون من فرنسا"، معتبرةً أنّ ذلك يبعث "رسالة مربكة جداً للأشخاص".
بالنسبة لعضو مجموعة العلماء التي تقدّم الاستشارة للحكومة البريطانية البروفيسور جون إدموندز، فإنّ "الوزراء محقّون في القلق من المتحورة "بيتا" بسبب مقاومتها للقاحات".
من جهة ثانية، فرضت اليونان اليوم حظر تجول بين الساعة الأولى والسادسة صباحاً وقيوداً أخرى في جزيرة ميكونوس السياحية المعروفة بسهراتها الصاخبة.
وهي تسير على خطى منطقة كاتالونيا الإسبانية السياحية، التي أعادت أمس فرض حظر التجول في الأوقات نفسها لمدة أسبوع، في معظم مدنها بما في ذلك برشلونة، ما يطال ثمانية ملايين شخص.
ومع المتحورة "دلتا" وتخفيف الإجراءات لموسم الصيف، تخشى الحكومات تفشياً جديداً للوباء الذي أودى بأربعة ملايين شخص حول العالم.
كما تتوقّع الوكالة الأوروبية المكلّفة الأمراض ارتفاعاً كبيراً في عدد حالات كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة مع ما يقارب خمسة أضعاف عدد الحالات الجديدة بحلول الأول من آب. ومع ذلك يتوقّع أنّ تزداد حالات الاستشفاء والوفيات بسرعة أقلّ، وفقًا للمركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها بفضل حملة التطعيم.
وسمح تسريع وتيرة التطعيم في البرازيل، وهي واحدة من أكثر الدول تضرّراً مع أكثر من نصف مليون حالة وفاة بكوفيد-19، بتحسن الوضع الوبائي في البلاد في الأسابيع الأخيرة.
وبلغ متوسط عدد الوفيات في هذا البلد خلال الأسبوع الماضي 1252 مقابل 3 آلاف في مطلع نيسان، في ذروة الموجة الثانية.
في المقابل، في المحيط الهادئ أمرت السّلطات الأسترالية بفرض قيود جديدة اليوم، حيث أغلقت المزيد من المحال التجارية في سيدني، بعد أن فشل عزل لعدة أسابيع من احتواء تفشي الوباء.
استخدام روبوتات في مكة
في الولايات المتحدة التي كانت في المراكز المتقدّمة لجهة التطعيم، تعثرت حملة التلقيح مع فشل إقناع الأكثر تردّداً، ولم يتحقّق الهدف المتمثل في حصول 70% من البالغين على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح بحلول الرابع من تموز في العيد الوطني.
واتهم كبير الأطباء في الولايات المتحدة فيفيك مورثي "مجموعات التكنولوجيا التي سمحت بنشر معلومات مضلّلة بتلويث بيئتنا"، مطالباً إيّاها بالتحرّك "بسرعة وباستمرار ضدّ أكبر ناشري المعلومات المضلّلة".
وتصاعدت حدّة اللهجة بين الرئيس الأميركي جو بايدن وفيسبوك متهماً الموقع بـ"قتل الناس".
ولم يتأخّر ردّ مجموعة مارك زاكربرغ التي قالت في بيان لاذع إنّه "من خلال نقل معلومات السّلطات حول اللقاحات فقد ساعدت في إنقاذ الأرواح".
بالإضافة إلى الأماكن السياحية، تثير التجمعات الكبرى مخاوف من تفشي الوباء. وقبل أسبوع واحد من انطلاق أولمبياد طوكيو، أعلن المنظمون اليوم عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في القرية الأولمبية.
وبسبب كوفيد، ومع قرب موعد بدء الحج السنوي إلى مكة المكرمة، سيقتصر هذا العام على 60 ألف حاج من السعوديين والأجانب المقيمين في المملكة الذين تلقّوا اللقاح وهو رقم بعيد عن نحو 2,5 مليون حج قدموا من جميع أنحاء العالم في عام 2019.
وسيتمّ استخدام روبوتات لتوزيع قوارير ماء زمزم ولن يتمكن الحجاج من لمس الكعبة.