مرقص في افتتاح اعمال"الملتقى الاعلامي العربي": لبنان في عهد جديد يعطي الوطن أملًا ويرفع الكلمة ويرتقي بالإعلام

القى وزير الاعلام المحامي د. بول مرقص  كلمة في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لـ "الملتقى الإعلامي العربي" قال فيها: "عشرون عاما مضت، كان خلالها ملتقى الإعلام العربي يتنقل بين حضن الشقيقة الكويت، وحضن الأم الجامعة، جامعة الدول العربية. لكن هذا العام، اختار الملتقى حضن بيروت. فلماذا هذا الاستثناء؟  بدأت الحكاية خلال زيارتي إلى الكويت قبل خمسة أشهر، حيث غرست الفكرة كبذرة، ثم رواها الأخ ماضي خميس، وها قد أثمرت ملتقى جامعا رغم التحديات، وهو أمر نقدره ونثمنه بقلب مفتوح، لأنه عربون ثقة ووفاء كبيران للبنان، الذي وإن كان قد ضاق صدره بالأزمات، اتسع قلبه للأحباب. فكل التحايا منا لكم، وكل الامتنان على حضوركم واهتمامكم ومحبتكم". 

اضاف:" في ملتقى اليوم، يرتدي لبنان حلته الحقيقية: حاميا للفكر، حاضنا للتعدد، محفزا للثقافة. إنه لبنان الحرف والحلم والحياة، لبنان الذي جعل من الكلمة وطنا، ومن الحرف حلة،

ومن الحرية حضارة. فأهلا بكم في لبنان، حيث الإعلام قلب الوطن النابض، ذلك القلب المقيم في الجغرافيا عمرا، منذ خمسة آلاف عام. هناك، في جبيل القريبة، حيث ولدت الحروف، وبدأت الحكاية  حكاية أول مدينة إعلام في العالم، لا تزال تروي من لبنان إلى العالم، حكاية وطن صغير بحجمه، عظيم برسالته، خالد بعطاءاته، اسمه لبنان".

تابع:"هنا لبنان! هنا، جبران خليل جبران.هنا، ميخائيل نعيمة، ومي زيادة، وإيليا أبو ماضي، وسعيد عقل، وأمين معلوف، وغسان تويني، وطلال سلمان. هنا اللائحة تطول ولا تنتهي، وهنا، أيقونتنا فيروز تذكر العالم العربي كل صباح، أن في هذا الشرق نافذة من صوت وضوء وحنين وإبداع وإتقان اسمها لبنان". 

وسأل الوزير مرقص: "لمَ الملتقى في لبنان؟ الجواب بسيط: لأنه البلد الذي تماهى علمًا وإعلامًا وأدبًا، يوم تأسست مدرسة عين ورقة قبل 227 عامًا، وكانت أم المدراس في الشرق. 

لمَ الملتقى في لبنان؟ لأننا بلد الحرف، والحرف صار كلمة، والكلمة مقالة، والمقالة جريدة، فإعلامًا وأعلامًا، جيلًا بعد جيل". 

وتابع:"في كنف بيروت، المدينة التي عرفت باكرا معنى الكلمة ووهج الحرف، صاح ديك النهار قبل اثنين وتسعين عاما. وقبل "النهار" بسنوات، أطلقت مجلة "ألف ليلة وليلة"، وكانت الشرارة التي أضاءت درب الكلمة، لتكر السبحة وتتوالد دور النشر والصحف والمجلات، حتى غدت بيروت ورشة فكر وأدب وثقافة لا تهدأ.  ولم تكتف بذلك، بل كانت أول مدينة عربية حاضنة لأول تلفزيون وأول إذاعة، لتؤكد مرة جديدة أنها ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة ناطقة للإبداع".

وقال:"في لبنان، لطالما كان الأمل ظل القلم رغم الألم، ولطالما نكس الإعلام الأعلام إجلالا لشهداء الكلمة، لكنه أيضا رفع الأعلام لأعلام من لبنان في الأدب والفكر والطب والهندسة والفن والإبداع. وهنا نعود مرة أخيرة إلى السؤال: لمَ الملتقى في لبنان؟ لأننا في عهد جديد، عهد يملأ الوطن أملا. عهد يرفع الكلمة ويرتقي بالإعلام، عهد الرئيس جوزاف عون،  الذي وعد بلبنان كما نحبه وتحبونه، وما زال على الوعد. عهد الدولة والكرامة والتجديد والنهضة والانفتاح. لذلك، بوجوده تكبر الكلمة، ويتألق الإعلام، ويتأنق ويسمو.  فشكرا كبيرا لفخامة الرئيس على رعايتك وعلى حضورك".

ووجه الوزير مرقص في الختام تحية شكر "لكل اللبنانيين الذين أسهموا في إنجاح هذا الحدث، وقد فاجأوني بحجم الكرم والعطاء كرمى انجاح هذا الملتقى: شركة طيران الشرق الأوسط ممثلة برئيس مجلس ادارتها السيد محمد الحوت التي قدمت تسهيلات وتذاكر سفر وقاعات للملتقى، فنادق قدمت أجنحة وغرفًا، شركات نقل قدمت سيارات وباصات، ومطاعم، أو شركات تنظيم أو.. أو... وقبل كل شيء فريق العمل الخاص.

لولا محبتكم، وإحاطتكم، ومساهمتكم، لما أبصر هذا الحدث النور. فشكرا لكم من القلب. عاش الاعلام الحر والمسؤول، عاش لبنان".