مسؤولية الدبلوماسية اللبنانية ادارة محركاتها للاستثمار على الموقف البابوي

برزت الى الواجهة امس، مناشدة الحبر الاعظم البابا فرنسيس المسؤولين اللبنانيين العمل لحل الازمة المعيشية في لبنان، وتوقفه بعد صلاة التبشير الملائكي عند المعاناة في لبنان قائلا "تصوروا ان هناك اطفالا جائعين، وليس لديهم ما يأكلون".

هذه الصرخة البابوية التي هزّت الوجدان الانساني على امل ان تحركه ايجابا تجاه لبنان لحل ازماته المستعصية بفعل الخارج، ذكّرت اللبنانيين بالصرخات والنداءات المتتالية التي اطلقها قداسة البابا الراحل مار يوحنا بولس الثاني، الذي جعل سلام لبنان واخراجه من الحرب شغله الشاغل، ودفع بكل قوة حاضرة الفاتيكان المعنوية والروحية في سبيل عبور لبنان درب جلجلة الحرب الاهلية الى مرحلة السلم الاهلي التي بدأت في التسعينيات من القرن الماضي.

نتائج عملية

وما يعزز الآمال بأن يكون لهذه الصرخة البابوية نتائج عملية، انها جاءت بعد سلسلة زيارات قام بها سفير الكرسي الرسولي لدى لبنان المونسنيور جوزف سبيتري الى القيادات اللبنانية لا سيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث ابلغه اهتمام الكرسي الرسولي بالاوضاع في لبنان، وهذا الاهتمام حسب مصدر واسع الاطلاع "يعني انه على رغم ضعف الدبلوماسية اللبنانية في قيادة حركة دائمة وفاعلة في الفاتيكان لدعم ومساعدة لبنان، والتخفيف عنه في ظل تصاعد الضغوطات التي انعكست تدهورا غير مسبوقا في الاوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية، فان حاضرة الفاتيكان بادرت انطلاقا من التزامها التاريخي والروحي الى تحريك مساعيها التي غالبا ما تكون صامتة لمد يد العون للبنان".

ليست المرة الاولى

ويوضح المصدر ان "كلام البابا فرنسيس يعكس اهتمام الكرسي الرسولي بالوضع في لبنان، وهذه ليست المرة الاولى التي تتأكد فيها محبة الاب الاقدس للشعب اللبناني كبارهم وصغارهم، وحضور هذا الشعب في قلبه وصلواته ورعايته لتجنيب وطن الدور والرسالة جلجلة الام جديدة، قد تؤثر على فرادته وغناه الديني والثقافي والحضاري".

واكد المصدر ان "لفتة الحبر الاعظم بالامس هي لفتة مؤثرة، وتحديدا عندما تكلم بتأثر كبير عن جوع الاطفال وعدم وجود ما يأكلونه من طعام، نأمل ان تضع حاضرة الفاتيكان كل امكاناتها، وهي كثيرة ومهمة، في سبيل مساعدة لبنان على حل الازمات التي تواجهه والتي تتزايد يوما بعد يوم، وبذات المستوى، ان لم نقل اكثر بكثير، تبرز اهمية ادارة لبنان والحكومة اللبنانية المحركات الدبلوماسية بما يتناسب ومع حجم المخاطر التي يواجهها لبنان، وهي مخاطر مرجحة الى مزيد من التعقيدات، ولا تقل خطورة عما شهده لبنان من صراع اقليمي ودولي على ساحته ابان الحرب الاهلية التي دامت خمسة عشر عاما".

التراخي في البعثات الدبلوماسية

ورأى المصدر انه "لم يعد مقبولا هذا التراخي في البعثات الدبلوماسية، والتي يفترض ان يكون نشاطها وعملها فعّلا وبدينامية نوعية، بعيدا من الخلافات او الانقسام السياسي الداخلي، فالعمل الدبلوماسي ميزته الاساسية انه متحرك وليس جامد، وجموده يعني عدم فاعليته وانه صار لزوم ما لا يلزم".