مشادة البيت الأبيض.. ماذا كشفت لغة جسد ترامب وزيلينسكي؟

تابع العالم المشادة الكلامية التي جرت على الهواء مباشرة، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، خلال زيارة الأخير إلى البيت الأبيض.. لكن تبقى هناك بعض التفاصيل التي أفصحت عنها لغة جسد الرئيسين خلال اللقاء المشحون.. فماذا يقول خبراء عنها؟.

خبراء في لغة الجسد، اعتبروا أن عدم استخدام مترجم في اللقاء، بجانب اختلال موازين القوى بين الطرفين، و"طاقة المحارب" التي يتمتع بها زيلينسكي، تسببت في تأجيج الضجة العلنية غير العادية.

وقال الخبير في لغة الجسد، دارين ستانتون، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن زيلينسكي "بدا غاضبا منذ بداية اللقاء، ومنغمسا في غروره".

ولفت إلى أنه حينما كان نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، يبدأ في الحديث، كان الرئيس الأوكراني "يعدّل وضع جلسته من الانحناء إلى الأمام، ليرجع إلى الخلف ويشبك ذراعيه، مما يُظهر "تغييرا دراماتيكيا في المشاعر الداخلية".

وتابع حديثه للصحيفة: "لقد شعر بأنه لم يعبّر عن وجهة نظره، أو لم يُسمح له بذلك".

ووفق ستانتون، فإن ترامب "يستخدم المصافحات القوية، ويجلس وهو يضع قدميه على الأرض وأصابعه مشدودة، لإظهار سلطته".

وأضاف أن بعض قادة الدول يتصرفون بطرق على غير عادتهم عند زيارتهم إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أي "إشارة على اختلاف سلوكهم الأساسي، يمكن دائما إرجاعها إلى شعورهم بالضغوط أو الترهيب".

من جانبه، قال خبير لغة الجسد بول بوروس، لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن الرئيسين جلسا وهما ينحنيان إلى الأمام ويضعان يديهما أمامهما والأصابع متشابكة، في وضع يدل على القوة والهيمنة، لافتا إلى أنهما جلسا بنفس الطريقة لإدراكهما أنها دليل على الهيمنة.

كما أشار إلى أن ترامب يرفع صوته خلال الحديث، لإيمانه بأن "الصوت العالي يعكس القيادة".

ولفت كذلك إلى أن كلا من الرئيسين تجنب النظر مباشرة في عيني الآخر خلال المشادة الكلامية، معتبرا أن هذا الأمر "استراتيجي، ويجعل الشخص مسيطرا على عواطفه".

وبدورها، أكدت كارولين جويدر، الخبيرة التي تدرب سياسيين وقادة أعمال على كيفية التواصل مع السلطات، أن اللقاء خرج عن "النمط الرسمي للسلوك" في مثل هذه المناسبات.

وأضافت أن المشادة بدت وكأنها بمثابة "قيام ترامب وزيلينسكي بأداء أدوار في مشاهد مختلفة"، حسب واشنطن بوست.

واستطردت موضحة: "ترامب بدا وكأنه في مشهد محكمة.. فهو في مكان آمن.. مكان حيث يمكنه إعادة التركيز بسرعة.. مكان مستقر". 

وتابعت: "على النقيض من ذلك، كان زيلينسكي وكأنه في مشهد ساحة معركة، يرتدي ملابس عسكرية، ويحمل ثقل الصراع إلى الغرفة.. عليه أن ينجز الأمور. إنه ديناميكي وسريع".

يذكر أنه خلال الشجار العلني، صاح ترامب ونائبه جاي دي فانس في وجه زيلينسكي، واتهماه بعدم إبداء "الامتنان" وبرفض قبول شروط السلام المقترح.

وقال ترامب: "ليس لديك أي أوراق الآن. إما أن تبرم صفقة أو سننسحب. وإذا انسحبنا، فسوف تقاتل ولا أعتقد أن الأمر سيكون جميلا".

ثم طلب ترامب من زيلينسكي المغادرة، وألغى المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأوكراني، وغداء العمل الذي كان مقررا. 

ونشر الرئيس الأميركي على وسائل التواصل، أن زيلينسكي "يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".

من جانبه، أعلن زيلينسكي، غداة المشادة مع ترامب، أن دعم الرئيس الأميركي "حيوي" لأوكرانيا، وأنه مستعد "للتوقيع على اتفاق المعادن".

وأكد الرئيس الأوكراني على منصة "إكس"، السبت، أنه "من الحيوي بالنسبة لنا أن نحظى بدعم الرئيس ترامب"، مضيفا أن "دعم أميركا كان حيويا في مساعدتنا على البقاء".

وأشار إلى أن كييف مستعدة "للتوقيع على اتفاق المعادن، وستكون الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية".

 شعر بأنه لم يعبّر عن وجهة نظره، أو لم يُسمح له بذلك".