المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الخميس 9 أيلول 2021 14:15:51
هل ستنبعث المفاوضات النووية من تحت ركام التوتر الذي يلف الاقليم وشد الحبال الاميركي – الايراني، ام ان هذا التصعيد كلّه سيصيب منها مقتلا فتتوقّف في شكل نهائي محادثات فيينا المعلّقة منذ شهرين ونصف الشهر؟ الجواب لن يتأخر، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، وسيتظهّر في الايام القليلة المقبلة بعد ان تحرّكت بقوة حركة الاتصالات على الساحة الدولية، في اكثر من اتجاه، لتحديد مصير الحوار غير المباشر بين الجبارين، الهادف الى احياء التفاهم النووي عبر عودة واشنطن اليه.
في الساعات الماضية، حط المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي، في موسكو لإجراء محادثات بشأن استعادة الاتفاق. وفي المناسبة، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن أطراف محادثات فيينا يجب ألا "تحيد عن الموقف التفاوضي" الذي تم التوصل إليه بالفعل. ونقلت وكالة "تاس" عن ريابكوف قوله إن هناك شعوراً متزايداً في موسكو وبكين بأن الولايات المتحدة تواصل "سياسة الضغط الأقصى" للحصول على تنازلات إيرانية، فضلاً عن التكهنات بأن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي سيجعل موقف إيران أكثر صلابة. وأضاف: محاولات مراجعة ما تم الاتفاق عليه في فيينا ستؤدي إلى نتائج عكسية وسنواصل إرسال إشارات حول ذلك إلى كل من إيران وزملائنا من المجموعة الغربية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت امس أن مالي سيزور موسكو وباريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين روس وأوروبيين بخصوص البرنامج النووي الإيراني. وأضافت في بيان أن المحادثات ستتناول "البرنامج النووي الإيراني والحاجة للتوصل سريعا إلى تفاهم حول عودة متبادلة إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة وتنفيذه" في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015.
والحال ان واشنطن ما عادت متحمّسة كثيرا للعودة الى فيينا في ظل تمادي ايران في خرق الاتفاق النووي، وللغاية، فإنها ستطلب من شركائها الاوروبيين ومن موسكو ايضا، جس نبض طهران حول استعدادها لوقف التصعيد والتخصيب، خصوصا ووقف توتير الامن في المنطقة عموما، والا فإن لا جدوى من التفاوض معها من جديد.
الجدير ذكره ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت امس الى أن إيران "تعزز مخزونها من اليورانيوم المخصب"، وانها قوضت أنشطة مراقبة برامجها النووية بشكل كبير، لافتة إلى أن طهران أخفقت في تقديم تفسيرات لوجود يورانيوم في مواقع سرية. وأضافت أن على إيران أن تقدم من دون أي تأخير تفسيرات للمواقع النووية غير المعلن عنها والسرية. في المقابل، رفضت إيران المطالب الدولية بتعليق أنشطتها النووية، متهمة الوكالة الدولية بـ "تضخيم" مسألة الانتهاكات النووية.
وسط هذه الاجواء، اكد رئيس البرلمان الاوروبي شارل ميشال عبر تويتر ان "الاتحاد الأوروبي سيواصل تعاونه مع كافة الأطراف والولايات المتحدة، للتأكد من تنفيذ كامل لبنود الاتفاق النووي"، ويأتي هذا الموقف غداة اتصال اجراه مطلع الاسبوع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الايراني ابراهيم رئيسي... فهل ستقود هذه الاتصالات الاطراف المتنازعة الى العاصمة السويسرية من جديد؟ ام لن تقودهم فتذهب المنطقة والعالم نحو مرحلة نزاعات عسكرية وسياسية اضافية، ستلفح اليمن والعراق وسوريا ولبنان والملاحة البحرية والامن الاقليمي ككل؟