معالجة أزمة كورونا باتت تشبه أرقام الدولة... تعدّد وتخبّط

مع ازدياد منسوب الهلع من التفشي السريع لفيروس كورونا نتيجة تسجيل عدد مرتفع من الإصابات يومياً يتجه البلد مجددا إلى إقفال تام، وفق قاعدة غريبة: 5 -2 -5، اي يبدأ الاقفال غدا لمدة 5 أيام، تنتهي مساء الاثنين المقبل، على أن يُعاد فتحه يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل، ونعود للإقفال 5 أيام مجدداً من الخميس إلى الاثنين، ثم يعود مجلس الوزراء الى اتخاذ القرار المناسب انطلاقاً من تقييم الوضع.

أنظمة عدة لأزمة واحدة!

وفي تعليقه على مستجدات التفشي الوبائي، والقرارات ذات الصلة، أثنى وزير الصحة الاسبق محمد جواد خليفة، على النشاط التي تقوم به الحكومة على هذا المستوى، قائلا: من المفترض ان تأخذ الحكومة قراراتها بناء على معطيات علمية، واستنادا الى الواقع، نأمل ان تكون التقديرات في مكانها، وفي نهاية الامر يجب ان يكون هناك مسؤول واحد عن النتائج، وهذا ما لا نجده بل هناك توزيع للمسؤولية على الجميع، وفي وقت لاحق، كل واحد سيأتي ليقول ليس لدي علاقة، "بل هذا ما فعله الآخرون". مع العلم انه حين يكون هناك ازمة صحية يجب ان تتخذ الحكومة القرار الموحد الذي يجب ان ينفذ وفق ما تقتضيه مصلحة البلد.

واضاف: في اداء الحكومة لا نعرف من يتخذ القرار، حيث اصبحنا امام عدد كبير من الانطمة لمعالجة ازمة واحدة .

سباحة في المحيط!

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، شبه  خليفة ازمة كورونا الى الازمة المالية لجهة التعاطي، حيث لكل طرف او ادارة ارقامها ولكن النتيجة واحدة ان 60% من اموال المودعين "طارت" في هيركات غير معلن. وهذا ما ينطبق على معالجة ملف الوباء حيث بدأنا نرى تعدد الاراء، ثم يطلون لتلاوة "الانشاء العربي"، في حين ان المطلوب الحديث عن الارقام والاجراءات الاستراتيجية للحؤول دون الاسوأ.

واعتبر خليفة ان سياسة الدولة في معالجة كورونا كالسباحة في المحيط، لا تعرف كيف تتجه اكان مع التيار او ضده، لافتا الى وجود ضعف في التنسيق.

وعن رأيه بقاعدة 5-2-5 ، ايد خليفة ما قاله رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي ان الاقفال 5 ايام والعمل يومين غير علمي وغير منطقي.

استعراض وفلكلور

في موازاة ذلك، استغرب خليفة ان يكون لكل وزارة وادارة نظامها الصحي وخليتها المختلفة عن الاخرى، معتبرا ان لا جدوى من فحص الموظفين بشكل دوري، اذ ما الذي يحول دون التقاط العدوى بعد اجراء الفحص بدقائق، قائلا: ما نشهده على هذا المستوى هو عمل استعراضي وفلكلوري تبريري لاعلاقة له بالواقع العلمي الذي يتناول صحة المواطنين.

وتابع خليفة: ما زاد الطين البلة هو الفوضى في الفحوصات التي تجريها بعض المختبرات يسارا ويمينا،  حيث اقفلت مؤسسات وعزلت مناطق بناء على نتائج مغلوطة ! مشيرا الى وجود عدد كبير من المختبرات غير المعتمدة والمفتقرة للتكنولوجيا الحديثة كي تجري الفحوصات.

وختم خليفة: حين "احتفلت الدولة بالانتصار على كورونا" منذ اسابيع حذّرت وقلت استعدوا للاسوأ، فقامت القيامة...  وها نحن اليوم وصلنا الى ما كنت اخشاه.