المصدر: النهار
الكاتب: عباس صباغ
السبت 20 أيلول 2025 18:01:51
عاودت "اليونيفيل" إزالة الألغام في الجنوب بعد توقف بسبب العدوان الإسرائيلي. فما أكثر المناطق تفخيخاً؟ وكم يستغرق تنظيفها؟
منذ عام 2000 يعمل الجيش اللبناني ومعه منظمات متخصصة لإزالة الألغام من مناطق جنوبية، وخصوصاً قرب الخط الأزرق. وبعد عدوان تموز/ يوليو 2006، توسعت مساحة المناطق الملغمة وتلك التي تعرضت لكمّ هائل من القنابل العنقودية وصل عددها إلى 4 ملايين قنبلة في الأيام الأخيرة للعدوان، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وفي موازاة هذا العدد الضخم كانت التقديرات تشير إلى أكثر من مليون قنبلة لم تنفجر بعد إلقائها، وإن تكن تل أبيب زعمت سابقاً أن "معظم الذخائر العنقودية قد أُسقِطت على مناطق مفتوحة وغير مأهولة"، إلا أن أكثر من 250 شخصاً وقعوا ضحايا لتلك القنابل.
إعلان "اليونيفيل" استئناف إزالة الألغام جاء بعد أكثر من 9 أشهر على بدء سريان اتفاق وقف النار، وإنفاذا لمذكرة تفاهم مع الجيش اللبناني.
ويواصل خبراء في إزالة الألغام من كمبوديا والصين، العمل في مناطق قرب الخط الأزرق، وخصوصاً في حقلي ألغام قرب بليدا (مرجعيون)، تتبع للقطاع الشرقي. وإلى الغرب منها هناك منطقة تعدّ الأكثر تفخيخاً قرب مارون الراس الملاصقة لمستوطنتي أفيفيم ودوفيف، وقد شهدت تلغيماً منذ سبعينيات القرن الفائت، وتصل مساحتها إلى 18 ألف متر مربع.
ما يميز تلك المناطق أنها زراعية وفيها حركة ليس فقط للمزارعين وإنما للرعاة والصيادين وبعض الزوار الذين يقصدون مزاراً قرب الحدود على أطراف مارون الراس.
أعداد الألغام ارتفعت بعد العدوان الأخير، ولا سيما أن جيش الاحتلال كان يتمتع بحرية الحركة لأشهر طويلة، وليس من مهمات "اليونيفيل" منعه من وضع الألغام.
إلى ذلك، هناك ألغام مزروعة منذ سنوات الحرب ومنها في جبل لبنان، وإن تكن المساحة المفخخة قد تقلصت كثيرا ويعمل الجيش اللبناني على إزالتها. أما في الجنوب فيواصل الجيش عمله لإزالة الألغام على امتداد الخط الأزرق، وهو خط انسحاب جيش الاحتلال من لبنان عام 2000، علما أن ثمة مناطق قرب وادي الحجير وبلدة زوطر الغربية كانت الأكثر عرضة للقنابل العنقودية.
وبسبب الأوضاع الراهنة، بقيت مناطق قرب الخط الأزرق يصعب العمل فيها.
الألغام تشكل خطراً كبيراً، وقد أجرى الجيش مسحاً كاملاً وحدّد عام 2030 حدا أقصى للانتهاء من إزالتها كليا. لكن العدوان الأخير سيعوق إنهاء المهمة في توقيتها الذي كان معلناً. وعليه، فإن الوصول إلى جميع المناطق لإجراء المسح الكامل دونه صعوبة بسبب الأوضاع الأمنية أو ظروف الحرب. وما يحصل حالياً هو المسح غير التقني الهادف إلى تحديد أماكن التلوث الجديد، بالإضافة إلى التحقق من التلوث القديم في بعض المناطق.