مع بدء العام الدراسي.. الأسعار نار والأهل يُعانون

مع بدء العام الدراسي لسنة 2024، يعيش البلد مرحلة من التحولات العميقة التي ألقت بظلالها على كافة جوانب الحياة اليومية للبنانيين، وخصوصاً التعليم. ومع عودة التلاميذ إلى مقاعدهم الدراسية، تتحول هذه اللحظة إلى مصدر قلق كبير للأهالي. فالارتفاع الكبير في أسعار الكتب والقرطاسية، نتيجة التضخم المستمر وانخفاض قيمة الليرة والمشاكل الكثيرة التي يُعاني منها لبنان، جعل من تحضير المستلزمات المدرسية عبئاً ثقيلاً على معظم العائلات.

تتفاوت أسعار الكتب والقرطاسية بشكل لافت في المكتبات. وأصبحت تكلفة الكتب المدرسية تفوق ما كانت عليه في السنوات السابقة بأضعاف، بينما لم تقتصر الزيادات على الكتب فقط، بل شملت أيضًا أدوات القرطاسية الأساسية مثل الدفاتر والأقلام والحقائب المدرسية. 

في هذا السياق، يؤكّد صاحب إحدى المكتبات عبر جريدة "الانباء" الالكترونية أنّ أسعار الكتب ارتفعت وتتراوح في الصفوف ما بين الروضة الأولى والصفّ التاسع بين 75 دولاراً إلى ما يُقارب الـ200 والـ230 دولاراً، هذا عدا عن القرطاسية والدفاتر. 

ويُتابع: "المواطنون يشتكون من هذا الارتفاع في الأسعار خصوصاً العائلات التي لديها أكثر من ولد في المدرسة، ما يزيد ويُضاعف الأكلاف عليها وذلك نظراً للضائقة الاقتصادية التي تمرّ بها العائلات اللبنانية، وتصل في هذه الحالة التكاليف المدرسية إلى ما لا يقلّ عن 500 دولار للكتب فقط". 

ومع اعتماد الكثير من المدارس على مناهج جديدة أو كتب مستوردة، يجد الأهالي أنفسهم أمام تحدٍّ مضاعف في تغطية نفقات التعليم الأساسية. في هذا السياق، يعتبر صاحب المكتبة أنّه لا شكّ أنّ العبء زاد على الأهل بشكل كبير ولكن شراء الكتب والقرطاسية أمر لا مفرّ منه. 

في ظلّ الحديث عن أنّ بعض الكتب غير متوفّرة في السوق وأنّ عدداً من التلاميذ والأهالي يجدون صعوبة في الحصول عليها نسأل صاحب المكتبة، حول ما إذا كانت هناك مشاكل ومعوّقات في تأمين الكتب، فُجيب: "بشكل عام لا مشكلة في تأمين الكتب رغم بعض التأخير في تسليمها من قبل بعض دور النشر وقد يكون السبب وراء ذلك هو الوضع. كذلك بشكل عام غالبية الكتب متوفرة وهناك بعض الزحمة عليها". 

في الكثير من الأحيان، تجد العائلات اللبنانية نفسها مجبرة على اتخاذ خيارات صعبة، مثل تقليل عدد الأدوات التي يشترونها أو الاعتماد على الكتب المستعملة، وذلك في محاولة لمواجهة التكاليف المتزايدة. وبينما يستعد التلاميذ للعودة إلى مقاعد الدراسة، فإن هذه التحديات تلقي بظلالها على بداية العام الدراسي، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل التعليم في لبنان في ظل الأوضاع الاقتصادية والميدانية الراهنة.