مع تزامن عيدي الفصح والفطر.. حركة حجوزات المغتربين نشطة رغم شبح توسع الحرب!

تتوالى الأعياد المسيحية والإسلامية هذا العام، إذ يعيّد اللبنانيون الذين يتبعون التقويم الغربي عيد الفصح اليوم ويليه عيد الفطر. وفيما جرت العادة أن يعيّد المغتربون، مع ذويهم، يشكّل هذا العام قلقاً من المجيء إلى لبنان بسبب الحرب الدائرة في الجنوب. ماذا عن الحجوزات في الأعياد؟

أكّد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود أنّ "حركة الحجوزات خلال فترة الأعياد ناشطة، على مدى شهر واحد بحسب الأرقام المسجَّلة".

وتوقّع عبود أن ترتفع وتيرة الحجوزات تدريجاً حتى عيد الفطر، إذ إنّ مؤشر الملاءة في شركات الطيران القادمة من كل الدول إلى بيروت يبلغ حوالي 90 في المئة، وهذه النسبة مرجّحة للارتفاع.

وفي مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2023، أشار عبود إلى تراجع الحجوزات بين 10 و15 في المئة.

في السياق نفسه، تفيد مديرة وكالة "تانيا" للسياحة والسفر، إيمي الأشقر، في حديثها لـ"النهار"، أنّ "حجوزات المغتربين اللبنانيين هائلة والطائرات مفوّلة".

وأكثر القادمين هم من مغتربين في الدول العربية، مثل الكويت والمملكة العربية السعودية، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية التي سيتوافد منها أيضاً طلاب لبنانيون مغتربون ليقضوا فترة الأعياد مع ذويهم.

وقد مثّل تزامن الأعياد المسلمة والمسيحية، عاملاً فاعلاً في أن يكون موسم الحجوزات حالياً قوياً جداً. كذلك، تفيد الأشقر أنّ خطوط طيران الشرق الأوسط زادت عدد رحلاتها، ولا سيما من لندن وباريس ودبي، لتلبّي الطلب الكبير على القادمين منها لقضاء فترة الأعياد، إذ إنّ ضغط القادمين إلى بيروت حالياً، كبير.

وبدأت حركة الوافدين للأعياد تظهر في مطار بيروت، وستتدرّج تصاعدياً، وفق الأشقر.  ويصل إلى لبنان يومياً، وفق الأشقر، حالياً، حوالي 6000 وافد بالحد الأدنى، ومن المتوقَّع أن يتضاعف هذا العدد قبيل عيد الفطر مباشرة.

السياحة تغيب عن القطاع الفندقي خلال الأعياد

يتوقع الأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية في لبنان جان بيروتي، أن "نشهد حركة حجوزات أكبر في الفترة التي تسبق عيد الفطر مباشرة". والأمر ينسحب على جميع فروع قطاع السياحة، من تأجير السيارات والشقق المفروشة إلى الأدلاء السياحيين والفنادق وغيرها.

فرملة هذا المشهد الإيجابي ممكنة في أي لحظة مع "وضع لبنان الأمني المتقلّب، والناس عادة في هذه الظروف ينتظرون حتى اللحظة الأخيرة قبل الأعياد ليحسموا أمرهم، وفق بيروتي.

ويتوقع بيروتي أن يكون إقبال العراقيين والأردنيين والمصريين كبيراً لقضاء عيد الفطر.

من جانبه، يوضح رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر لـ"النهار"، أنّه لا يمكن الحديث في الظروف الراهنة عن سياحة خلال الأعياد، فـ"لبنان في حالة حرب، وبدأت تتوسّع لتشمل مناطق جديدة كبعلبك والهرمل، التي تُعدّ مقصداً للسياح، وهذا الواقع يقلق السياح ويبعدهم عن زيارة لبنان".

ويضيف أن "حركة الحجوزات في الفنادق معدومة خلال الأعياد إلى جانب أنّه عادة ما يأتي المغتربون ويسكنون لدى عائلاتهم أو في منازلهم. لذا، فإنّ إيجابيات موسم الأعياد الحالي لن تطال الفنادق، وهذا شيء تثبته نسبة الحجوزات الحالية، وليس معروفاً إن كانت ستتغيّر".

لكن في مقابل هذا الجمود، يلفت الأشقر إلى أنّ ارتدادات موسم الأعياد ستطال القطاع السياحي إذ ستشهد بعض القطاعات تحسّناً مع ارتياد آلاف المغتربين المقاهي والمطاعم والملاهي.