المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأحد 13 حزيران 2021 14:58:38
كما كان متوقعاً خرج الرئيس المكلف سعد الحريري من دار الفتوى حيث شارك من دون أن يعلن اعتذاره. إلا أن أجواء المشاركين في الإجتماع الدوري للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى انقسمت بين معترض على خطوة الإعتذار بحجة أن الحريري قدم ما يكفي من تنازلات ولأن كرة العرقلة في شباك بعبدا والبياضة وليس بيت الوسط. أما الفريق المؤيد فاعتبر أنه حان الوقت للإعتذار بسبب إصرارالمعرقلين على رفع سقف الشروط وليتحمل العهد مسؤولية الإنهيار وتراكم الأزمات الإجتماعية والإقتصادية التي بدأت تطفو على سطح جهنم.
الوزر الثقيل حمله الحريري عصرا إلى رؤساء الحكومات السابقين وكانت الرسائل التي خرج منها أيضا منقسمة بين من يؤيد فكرة الإعتذار ومن طلب منه التريث في انتظار تبلور مسعى الرئيس نبيه بري. فهل ينطق رئيس الوزراء المكلف بالاعتذار ومتى؟ وما هو موقف الثنائي الشيعي الذي لا يزال يصر على تكليف الحريري لا سيما وأن كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير حمل رسائل عديدة أبرزها ضرورة تشكيل الحكومة لأن البلد ما عاد يحتمل الإنتظار. فهل يتخلى الحزب عن الحريري لإرضاء حليفه التيار الوطني الحر بعدما بات واضحا أن لا مجال للتلاقي بين بعبدا وبيت الوسط؟
أوساط حزب الله ترفض حتى اللحظة التعليق على مسألة اعتذار الحريري وتوضح مصادرها عبر المركزية "أن كل شيء وارد...في النهاية نحن في لبنان، وقد تعودنا أن يعاد خلط الأوراق بين ليلة وضحاها. ولنترك الأمور للحوار لأن لا شي مستحيل في السياسة".
من حرب البيانات والبيانات المضادرة إلى معركة الشروط والشروط المضادة فهل وصلت مبادرة الرئيس بري إلى حائط مسدود وباتت تحتاج إلى معجزة إحداث خرق في عملية التأليف؟ أوساط الحزب اعتبرت أن"مبادرة الرئيس نبيه بري لا تزال قائمة طالما أن الحريري لم يعتذر. ولفتت إلى أن "عقدة التشكيل ليست محصورة بالرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، الحريري يتحمل أيضا جزءا منها، وكل يحاول أن يرفع من سقف شروطه فيما الناس تغرق في وادي الأزمات. فلننتظر مطلع الأسبوع المقبل ليبنى على الشيء مقتضاه".
إحتمال اعتذار الحريري بات يتقدم على غيره من السيناريوهات بعدما بات على يقين بأن لم يعد لديه ما يقدمه من أجل المضي قدما في الخطوة الجريئة التي اتخذها قبل أشهر لإنقاذ البلد ولا يبدو أن هناك إمكانية لتسجيل أي خرق، طالما أن كل القوى لا تزال على مواقفها. فلماذا يتمسك حزب الله بورقة الرئيس المكلف؟ تؤكد مصادر حزب الله "أنه طالما لم يقدّم الحريري اعتذاره سيبقى الرئيس المكلف، والتيار لا يطالبه بالإعتذار إنما التأليف وفق الأصول الدستورية".
وتختم: "الأسبوع المقبل قد يكون حاسما وقد تتوضح كل الإجابات في مسألة اعتذار الحريري أو الإستمرار بمهامه في تأليف الحكومة، لكن بات المؤكد أن العملية باتت صعبة لكنها ليست مستحيلة".
"حزب الله لن يتخلى عن الحريري لأنه يمثل زعامة سياسية بحكومة مهمة أو من دونها " يقول منسق "تجمع من أجل السيادة" نوفل ضو. وأوضح عبر"المركزية" أن ما يحصل اليوم هو عملية تعبيد الطريق للرئاسة المقبلة إنطلاقا من التركيبة السياسية التي أعدها الرئيس نبيه بري بالتوافق مع حزب الله وهي تضم كلا من وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري". أضاف ضو: "من المؤكد أن حزب الله يدرك أن حجم التيار لم يعد كما كان عليه قبل انتخابات ال2018 ولم يعد يمثل الشريحة الأكبر من المسيحيين، لكنه أيضا غير مستعد للدخول في المواجهة مع العهد وباسيل وليس مستعدا لإعطائهم ما يريدون. من هنا سيستمر الحزب في تمرير المرحلة بالخسارة الممكنة مع الرئيس ميشال عون، وعلى خط موازٍ يحرص الثنائي على ترسيخ تركيبة تحالفه الجديدة باتجاه الرئاسة الأولى مع تمرير الوقت على حساب الناس وجوعهم لأن همهم الوحيد الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية".