المصدر: العربية
الاثنين 21 نيسان 2025 16:22:42
مع تحقيق المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران تقدماً ملحوظاً، فيما من المقرر عقد جولة جديدة قريباً في سلطنة عُمان، طفا إلى السطح دور محتمل لموسكو.
إذ من المحتمل أن تلعب روسيا دوراً محورياً ورئيسياً للتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، حيث تُروّج ليس فقط كوجهة محتملة لمخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب.
بل أيضاً كَحَكمٍ محتمل في حالات انتهاك الاتفاق، بحسب ما أفادت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
تخزين أو تدمير اليورانيوم
ولعل أصعب قضيتين في المفاوضات هما تخزين أو تدمير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والضمانات الخارجية التي يمكن تقديمها لإيران في حال انتهكت الولايات المتحدة اتفاقا لرفع العقوبات الاقتصادية مقابل إعادة إيران برنامجها النووي المدني تحت الإشراف الخارجي لمفتشي الأمم المتحدة، من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فيما تريد إيران ضماناً بعواقب على الولايات المتحدة في حال انسحابها من أي اتفاق آخر أو خرقها له.
كما تود الاحتفاظ بمخزوناتها من اليورانيوم داخل البلاد، لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك وتريد إما تدميرها أو نقلها إلى دولة ثالثة، مثل روسيا.
هذا وتعتقد طهران أنها تلقت تأكيدات بأن هدف الولايات المتحدة ليس تفكيك برنامجها النووي بالكامل. وقبل محادثات روما، وفي تدخل آثار بلبلة في إيران والولايات المتحدة، بدا مبعوث ترامب ستيف ويتكوف مؤيدا لهذا الهدف على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار استياءً في إيران، لكنه في روما أعطى انطباعا بأن هذا كان في معظمه رسالة سياسية محلية.
تقديم ضمانات
ولتحقيق تقدم في الاتفاق هناك 3 خيارات متاحة حتى الآن، الأول فيما يتعلق بالضمانات، حيث تعتقد إيران أن الاتفاق الوحيد المضمون هو معاهدة يوقعها الكونغرس الأميركي.
لكن قيل لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه من الصعب التكهن بما إذا كان ترامب سيتمكن من الحصول على مثل هذه الاتفاقية من خلال الكونغرس نظرا لقوة الرأي المؤيد لإسرائيل هناك.
عقوبة مالية
أما الخيار الآخر فهو أن توافق الولايات المتحدة على تغطية خسائر طهران إذا انسحبت واشنطن من أي اتفاق.
وطرح الإيرانيون فكرة فرض عقوبة مالية من قبل، لكن آلية التنفيذ في غياب معاهدة لا تزال إشكالية.
دور روسي
في الأثناء يلوح خيار ثالث في الأفق في حال انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق وهو تمكين روسيا من إعادة مخزون اليورانيوم عالي التخصيب المُسلّم إلى طهران، مما يضمن عدم معاقبة إيران على عدم امتثالها.
ويُحتمل أن يمنح هذا الترتيب روسيا دوراً محورياً في مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية، وقد يُقصي ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، الضامنين الحاليين لاتفاق عام 2015 لاسيما أن إيران ولا الولايات المتحدة ترغبان في الاحتفاظ بدور رئيسي للأمم المتحدة في المستقبل.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى العالمية في عام 2018 هدد خلال ولايته الأولى، بمهاجمة إيران ما لم تتوصل بسرعة إلى اتفاق جديد يمنعها من تطوير سلاح نووي.
في حين أفاد مسؤولون أميركيون قبل أيام بأن أربع ساعات من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في روما يوم السبت الماضي، أحرزت تقدمًا ملحوظًا.
فيما من المقرر عقد المزيد من المحادثات الفنية في جنيف هذا الأسبوع، يليها اجتماع دبلوماسي رفيع المستوى آخر في نهاية الأسبوع المقبل في عُمان.