المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الاثنين 17 تشرين الثاني 2025 12:46:21
مواقف "جميلة" كثيرة أطلقها في الساعات الماضية رئيس مجلس النواب نبيه بري لكنها مع الأسف، شعارات براقة، أول من يعوق تطبيقها، فريقه السياسي، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية".
هو أشار مثلا الى "ان لا مبرر على الإطلاق ألا يكون موقف اللبنانيين موحداً حول ما قامت وتقوم به إسرائيل وما تضمره للبنان واللبنانيين، أعطوني وحدةً، عندها لا خوف على لبنان مهما كانت التحديات من أي جهة أتت". واعتبر أيضا أن "لا خلاص ولا مناص امامنا إلا الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة".
فما هو مفهوم الرئيس بري للوحدة بين اللبنانيين؟ هي أن يتبنى اللبنانيون جميعهم، خيارات أمل وحزب الله ومطالبهما ونظرتهما للقضايا الداخلية والاقليمية!
فللتذكير، غالبية اللبنانيين اليوم، والتي تمثلها غالبية في المجلس النيابي، تريد حصرَ السلاح بيد الدولة ولا تريد الا الجيش، مدافعا وحيدا عن الارض والحدود، وحاملا السلاح على كافة الاراضي اللبنانية. الثنائي لا يحبذ هذه الفكرة، ويريد ان يحتفظ حزب الله بسلاحه لألف ذريعة وسبب لن نغوص فيها الان. هنا، الوحدة في رأي بري، هي ان تتخلى غالبية اللبنانيين عن موقفها وتتبنى رؤية الثنائي، وإلا كانت خائنة وعميلة وتنفّذ أجندة صهيو - أميركية!
ننتقل الى ملف الانتخابات النيابية مثلا. أكثرية مجلس النواب مع اعطاء الاغتراب الحق بالتصويت لـ١٢٨ نائبا. لكن أمل وحزب الله، لا يناسبهما الامر ويفضلان حصر صوت غير المقيمين بستة نواب، لحسابات ضيقة تخصهما يغطيانها بمظلومية طائفية ومذهبية. في هذه المسألة أيضا، الوحدة وفق بري، تتثمل في أن تسير الأكثرية بما تريده الاقلية، والا اقفل بري ابواب البرلمان امام الغالبية واستخفّ بصوتها وبالدستور وتجاهلهما.
فهل هكذا تكون الوحدة، وهل هكذا يطبقها الرئيس بري وفريقه؟ تسأل المصادر. واذا كان يعني بها مثلا مسايرة اللبنانيين بعضهم بعضاً ومراعاة هواجسهم بعضهم بعضا، هل فعل الحزب ذلك حين قرر فتح حروبه وإغراق كل لبنان واللبنانيين بالدمار والفقر؟
ما يطلبه بري هو الاستسلام، لا الوحدة، وإن لم يكن الامر كذلك، فليبدأ هو بالاستماع الى ما تريده غالبية اللبنانيين، تختم المصادر.