مكتب الاعلام في إقليم أوروبا الكتائبي: سمر أنطون نفتخر بك

أعرب مكتب الإعلام في إقليم أوروبا الكتائبي عن اعتزازه وفخره بالرفيقة سمر أنطون التي رفعت الصوت واعترضت طريق مرتكبي أعمال الشغب والعنف ضدّ مدرسة حضانة في ليون الفرنسية، مُذكّرًا بسيرة حياتها.

"وُلدت سمر في بلدة المتين المتنية ولعبت في ساحة الضيعة، لكنها اضطرت إلى مغادرتها مرغمة لتكملة دراستها الجامعية، لأن الحرب في لبنان كانت في أشدها؛ فلم يكن إلا خيار واحد لتحصيل العلم ونيلها الشهادة الجامعية وهو السفر الى فرنسا، فوصلت في آب من العام ١٩٨٤ ونالت شهادتها الجامعية التي سمحت لها بأن تدخل المجال التعليمي، حيث علّمت أجيالاً كثيرة حب العطاء والانتماء لتصبح فيما بعد مديرة مدرسة.
أصبحت فرنسية ولكن لم تنسَ لبنانيّتها، مؤمنة بالله. فهي مشاركة في رعية ليون المارونية ولم تقصّر للحظة عن مساعدة الوطن، كما أنها أمينة الصندوق في جمعية أصدقاء لبنان ولديها حسّ اجتماعي تستثمره بحبها للعائلة التي تعمل معهم في مجالها التعليمي كأنهم عائلتها. 
تسعة وثلاثون سنة في فرنسا، أصبحت فرنسية الانتماء ومحافظة على هويتها اللبنانية تدافع عن الوطنين لبنان وفرنسا بالتساوي تعمل من أجل المساواة الاجتماعية وإقرار العدل ونشر السلام.
نتكلم عن التي سمعنا صوتها: 
في إحدى ضواحي مدينة ليون، "فيلوربان"، امرأة تحدّثت عنها كافة وسائل الإعلام الفرنسية، واصفةً موقفها بالشجاع والجريء، حيث اعترضت طريق مرتكبي أعمال الشغب والعنف ضدّ مدرسة حضانة، وراحت تنادي قائلة: "لا، أرجوكم، ليس المدرسة! لا تتعرّضوا للمدرسة!". هذه المرأة هي الرفيقة سمر أنطون. 
وبحسب الربورتاج الإعلامي الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ شجاعة هذه المرأة سمحت بالحدّ من الأضرار. 
وفي الشهادة التي أدلت بها قالت: 
"رأيتُهم يحاولون اقتحام باب المدرسة من خلال الرفس بأرجلهم، وعندها شعرتُ بانفعال كبير، فبالنسبة إليّ لا يجوز مهاجمة مدرسة! فركضتُ وحاولتُ تهدئتهم بالمنطق، توسّلتُ إليهم لئلاّ يهاجموا المدرسة. لكنهم لم يصغوا إليّ، بل دخلوا ونهبوا كل ما بمتناول يدهم، مثل أجهزة كمبيوتر وغيرها". 
وتابعت قائلةً: "ظللتُ أتوسّل إليهم، وقام أحد الشبّان بتوجيه قذيفة ألعاب نارية نحوي، لكنني لم أكن أصدّق أنه قد يطلقها عليّ. وعندما شعرتُ بأنه سوف يفعل ذلك، قام شاب كان قربه بدفع القذيفة بيده نحو الأعلى قائلاً له: "لا، لا تتعرّض لها!". شعرتُ بأنّ الشبان كانوا متفاجئين من تدخّلي، لم يكونوا يتوقّعون ذلك. في الواقع، لا أفهم كل هذا الحقد الذي لمستُه أمس. لم يسبق أن شهدتُ حقداً مماثلاً، أعرف أنه موجود لكن لم يسبق لي أن شهدتُه من قبل. كان حقداً ينضح منهم. وبالنسبة إليّ، الهجوم على مدرسة هو جريمة!" 
نعم، سمر أنطون نفتخر بك فأنت أمثولة للعطاء والوفاء والتضحية. حفظك الله وأكثر من أمثالك".