منازلة أيار الكبرى: "الكتائب" نحو تعزيز حضورها في البلديات… وهذا ما يصبو إليه الجميّل!

لا شك أن حزب "الكتائب اللبنانية"، وضع كل إمكانياته لتحقيق الانتصار المرجو في الإنتخابات البلدية والاختيارية في 4 أيار المقبل، وهذا الأمر قد يكون لهُ تحولات كبيرة على المناطق المسيحية، بعدما توصّل الحزب إلى شبكة تحالفات دقيقة، إذ يحاول عبرها تأكيد حضوره مسيحياً، وذلك عبر تحقيق النجاح في أكثر من مدينة وبلدة وقرية، الذي سيتعامل معهم بطريقة تُعزز الإنماء المناطقي إلى أقصى حد.

لذلك تدخل "الكتائب" هذه الانتخابات بأهداف أساسية، أبرزها "التنمية والإصلاح"، فهي تتمتع بالحيثية المطلوبة والانتشار الواسع في البلديات كلها، ما يثبت وجودها في كل لبنان، ما يخولها إحراز العديد من المكاسب، خصوصًا بعد أن أصبح وضع البلديات متدهورًا جدًّا، وتوقّف العمل التنموي في أكثريتها، ولعل مأخذ الحزب الأساسي، نسيان بعض رؤساء البلديات وأعضائها، المشاكل التي يعاني منها الناس، ما أن يصلوا إلى سدّة المسؤولية، لذا فإنّ مرشحي الكتائب اليوم مزيجٌ من الوجوه الحزبية، من أفضل ما يُمكن، طرحتهم العائلات من ذوي النزعة الإصلاحية.

ليس سرًا أيضًا، أن رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميّل، وضع إستراتيجية دقيقة لخوض المعركة، بالشراكة مع بعض الأقطاب المسيحيين، كما أنظار الجميّل تتجه إلى إتحاد البلديات في بعض الأقضية والمدن الكبيرة، ما سيمنح الكتائب كحزب القدرة على تنفيذ الخطط الموضوعة من مشاريع تنموية، لا سيما أنها ستنعكس إيجابًا على المواطنين، بعد تجربة النائب الراحل ميشال المر، الذي ساهمت سطوته البلدية في تثبيت قدمه سياسيًا في المتن على مدار العقود الماضية. كذلك تكون خطوة الحزب من الخطوات التطويرية للعمل الإداري اللامركزي، ما سيُمهد حكمًا  لإقرار مشروع اللامركزية الادارية الذي يصبو  إليه الجميّل دائمًا.

وتشير الأمور إلى أنه حتى اللحظة لا إحصاءات واضحة حول ما سيحققه الحزب في البلديات، ولكن المؤشرات توحي بأنه سيحقق فوزًا لا يستهان به في كل من المتن، البترون، كسروان، ونسبيًا في جبيل.

أمّا أبرز تحالفات "الكتائب"، في البترون التي نسجت تحالفًا مع مجد حرب نجل النائب السابق بطرس حرب، مرورًا بقضاء جبيل، فالحضور الكتائبي إلى جانب الفعاليات والعائلات قوي جدًّا، وصولًا إلى قضاء كسروان وجونية معقل المسيحيين، بحيث تتحالف الكتائب والقوات، مع النائب السابق منصور البون، والنائب نعمة فرام، وتشير التقديرات إلى فوز شبه مضمون في العاصمة الكسروانية، أمّا في قضاء المتن فإن تحالف الكتائب والقوات والعائلات النافذة، حتمًا سوف يحسم النتيجة، أمام تحالف غير متماسك في مواجهة النائب ميشال المر من جهة والتيار الوطني الحر من جهة أُخرى الذي لا يزال يشهد انقسامات داخلية واستقالات.