من أطاح الأسد؟... تركيا تجيب من قلب دمشق

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في دمشق، الأحد، بعد لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، إن السوريين وحدهم هم من أطاحوا الرئيس السابق بشار الأسد.

وصرّح فيدان متوجها للسوريين "هذا النصر لكم ولا يعود لأحد غيركم. وبفضل تضحياتكم، اغتنمت سوريا فرصة تاريخية".

ورفضت تركيا مرارا المزاعم بأنه كانت ضالعة في الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة على مدى 12 يوما وانتهى بإطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر.
وقال فيدان، الأحد، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يدرك أن دعم تركيا أجدى من دعم المسلحين الأكراد في سوريا.

وأوضح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الجولاني أنه "عندما ننظر إلى مصالح الولايات المتحدة، عندما نجري عملية حسابية لمعرفة الجهة الأكثر أهمية بين تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني (الإرهابية)، يدرك ترامب فورا المعادلة".

وشدد فيدان، من جهة أخرى، على أنه لا يوجد مكان لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في مستقبل سوريا وإنه يجب تفكيكها، كما طالب بضرورة رفع جميع العقوبات المفروضة على دمشق لإعادة بناء البلاد.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إن بلاده ستساعد الإدارة السورية الجديدة على تشكيل هيكل الدولة وصياغة دستور جديد.

وسبق أن زار إبراهيم كالين رئيس جهاز المخابرات التركي دمشق في 12 ديسمبر الجاري، بعد 4 أيام فقط من إطاحة بالأسد.

ودعمت أنقرة لسنوات مقاتلي المعارضة الذين سعوا للإطاحة بالأسد، ورحبت بنهاية حكم عائلته الذي دام خمسة عقود بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما. 

وتستضيف تركيا كذلك ملايين المهاجرين السوريين الذين تأمل أن يبدأوا في العودة إلى ديارهم، وتعهدت بالمساعدة في إعادة بناء سوريا.

وتأتي زيارة فيدان بينما يدور قتال في شمال شرق سوريا بين مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا، وبين وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.

وفي وقت سابق، الأحد، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن تركيا تعتقد أن حكام سوريا الجدد، بما في ذلك فصيل الجيش الوطني السوري الذي تدعمه أنقرة، سيطردون مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من جميع الأراضي التي يحتلونها في شمال شرق سوريا.

وشنت أنقرة وحلفاؤها في سوريا هجمات عدة عبر الحدود ضد الفصيل الكردي في شمال سوريا بينما تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية على الحدود، وطالبت مرارا واشنطن بوقف دعم المقاتلين الأكراد.

ومع حشد جماعات معادية مدعومة من تركيا ضدها في شمال سوريا وسيطرة جماعة صديقة لأنقرة على دمشق، تقف الفصائل الكردية الرئيسية في سوريا في موقف دفاعي بينما تسعى للحفاظ على مكاسب سياسية حققتها خلال الحرب على مدى 13 عاما.