المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الاثنين 12 تموز 2021 14:29:11
اسطوانة "اسبوع الحسم" تتردد على مسامع اللبنانيين منذ عام تقريبا، منذ استقالة حكومة حسان دياب في نهاية آب الماضي تحديدا. لكن لا حسم و"لا من يحزنون"، بل مماطلة ومعارك سياسية طاحنة وانهيار اقتصادي قاتل، ودائما لا حكومة...
من هنا، ترفض مصادر سياسية مطلعة الحديث عن ايام فاصلة تمر بها عملية التأليف اليوم، وتفضّل الحديث عبر "المركزية" عن جولة اتصالات مهمة انطلقت منذ الاجتماع الثلاثي الاميركي الفرنسي السعودي في ايطاليا اولا، ومن ثم في الرياض، يتم استكمالها اليوم باجتماع في السفارة السعودية في اليرزة، فيما يحضر الملف اللبناني ايضا في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم في بروكسيل.
وسط هذه الاجواء الدولية الضاغطة، وبينما يصل مستشار الرئيس الفرنسي للشأن اللبناني باتريك دوريل الى بيروت في الساعات المقبلة، مجدّدا الدعوةَ الى التشكيل سريعا، يُجري الرئيس المكلف سعد الحريري سلسلة مشاورات داخلية وخارجية، سيحدّد في ضوئها خطوتَه المقبلة... الرّجل الذي تلقى نهاية الأسبوع الماضي دعما روسيا متجددا لحكومة تكنوقراط برئاسته، على لسان مساعد وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، سيزور مصر للقاء رئيسها عبد الفتاح السيسي واستمزاج رأيه من الملف الحكومي. ووفق المصادر، من المرجح ان يسمع الرئيس المكلف في القاهرة موقفا مؤيدا لخيار استمراره في التكليف، فمعروفٌ ان مصر، تماما كما روسيا، من الداعمين للحريري "شخصيا"، وليس فقط لفكرة حكومة اختصاصيين وفق المبادرة الفرنسية.
وعليه، تضيف المصادر، من غير المستبعد ان يقرّر الحريري في ظل هذه المعطيات، حملَ تركيبة وزارية جديدة الى بعبدا. فهو لا يمكنه ان يستمر في حمل "التفويض" من دون اي مبادرة. لذلك، سيتوجه على الارجح الى القصر، ومن بعدها لكل حادث حديث... فاذا قبِل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بها، كان به، والا فإن الحريري يكون أبعد عنه الاتهامات بالتقصير وبحرق الوقت و"ذبح البلد" وهذا ما اتهمه به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل السبت. وبعد ذلك، يبتّ الحريري ايضا خياره النهائي: الاحتفاظ بالتكليف ولو من دون تأليف، او الاعتذار وقلب الطاولة على العهد عبر عدم تغطية خلفه ايضا (وهو التوجه الطاغي حتى الساعة في بيت الوسط)، علما ان ثمة معطيات تفيد بأن قراره العتيد لم يعد ملكا له بمفرده بل باتت الاجواء الدولية لاعبا اساسيا في تحديد طبيعته وشكله والتوقيت...
على اي حال، تتابع المصادر، إشعالُ باسيل الجبهة مع الحريري مجددا السبت، بعد ان كان غازله الخميس، أكد أن هذه "العواطف" كانت غير حقيقية وابنة ساعتها وربما اراد منها تبييضَ صفحته امام المجتمعين في الرياض، لكن الحقيقة لا تزال في ان العهد لا يريد الحريري رئيسا مكلفا وربما أدرك ان الاخير في صدد التحرك نحوه لحشره، لذا يحاول ردعه عن مبادرةٍ ستُحرجه...
العيون اذا على زيارة الحريري لعون... هل ستحصل؟ هل سيحمل الحريري معه تركيبة جديدة؟ كيف سيتعاطى معها عون وماذا سيفعل الحريري في حال رُفضت الصيغة المستحدثة؟ هل يعتذر ومن دون تأمين بديل كما يريد منه رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يفعل؟
اذا حملت الايام المقبلة اجوبة عن هذه الاسئلة كلها، سيكون الأسبوع الجاري فعلا، حاسما حكوميا... ويبقى الامل ان يكون السيناريو الآتي الينا رحيما، لا يرمي اللبنانيين اكثر في نيران جهنم ينتظرون، كما شعوب الصومال واليمن والسودان، الجسور الجوية لتمدهم ببعض الخبز والدواء... تختم المصادر.