من حزب الله الى فيلتمان...فاشل وغبي!

فقد نبّه وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش من أن "هناك أميركيا متربصا يحسن توظيف أي حدث في أي مجتمع، ويسعى لتحويله خلافا لمصلحة ووحدة وإستقرار البلد، وهمه فقط مصالحه ونفوذه ودوره ومصالح الكيان الصهيوني ".

وقال: "لا أحد يفكر بأن الاميركي يسأل عن معاناة اللبنانيين". مشيرا إلى أن "الأميركي يتحمل مسؤولية ما يحصل في لبنان بشكل كبير، وذلك من خلال العقوبات التي أصابت لبنان، ومن خلال الضغط علينا لأن نقبل بتسوية مع العدو الإسرائيلي في موضوع ترسيم الحدود، ومن خلال الضغط على المصارف وعلى تحويلات اللبنانيين، ومنع الإرادة السياسية اللبنانية، عبر بعض الفرقاء، من أن يكون هناك استفادة من جهات حاضرة لأن تدعم لبنان".

أما عن كلام السفير الاميركي الاسبق في لبنان جيفري فيلتمان، قال فنيش: "يوما بعد يوم يؤكد لنا فيلتمان بتصريحاته أنه فاشل، وذلك لأنه يجهل ما يجري في لبنان، وما زال على فشله وجهله".

وتابع: "إذا كانت هذه قناعته بأن الذي يحصل هو إسقاط وإضعاف للمقاومة في نفوس اللبنانيين، أعتقد أن هذا يطمئن بأن عدونا لا يزال على غبائه، ولا يعرف حقيقة مجتمعنا وحقيقة بيئة المقاومة ومدى تمسكها بخيار المقاومة".

اضاف: "من قدم آلاف الشهداء دفاعا عن هذا الوطن، لن يبخل بجهد سياسي من أجل أن يعزز كرامة وأمن اللبنانيين، ونحن لا نبتغي شيئا في عملنا السياسي، ولا نريد مكسبا ولم نستخدم يوما موقعنا السياسي لا لمصلحة الحزب ولا الأفراد، كل جهدنا وأدائنا هو مدرسة ننتمي إليها، وهي البحث والتضحية من أجل مصالح الناس".

وختم فنيش: "هناك معادلة سياسية في لبنان إسمها المجلس النيابي، ولا يمكن تشكيل حكومة لا تمر بثقة هذا المجلس، ولا يمكن تشكيل حكومة من دون التوافق بين من تختاره الغالبية مع رئيس الجمهورية، وبالتالي تشكيل الحكومات له آليات ويجب التعامل معها لنصل إلى الحلول. أما المكابرة أو من يضع نفسه خارج المسؤولية أو إذا تنصل، فلا يعني أنه بريء، كل شخص له تاريخه وسياسته ومواقفه، وبالتالي الهروب من تحمل المسؤولية ليس شجاعة، إنما زيادة في معاناة اللبنانيين".

النائب حسن فضل الله  قال "إننا نواجه ضغطاً أميركياً مباشراً، لتحقيق جملة من الأهداف أبرزها السياسية والاقتصادية والمالية، فالضغط الاقتصادي من خلال منع لبنان من أن يفتح أبوابه لدول أخرى كالصين وروسيا وإيران، ومن أن يصدر عبر المعابر باتجاه سوريا، وأما الضغط المالي فهو من خلال العقوبات، وهذه الضغوط ناجمة عن فشل الخيارات الأخرى التي لجأت إليها أميركا". 

وأكّد فضل الله أن الأميركيين يضغطون الآن ويحاولون فرض إملاءاتهم وشروطهم حتى على تشكيل الحكومة من أجل أن يمرروا مشاريع أخرى، واحدة منها لها علاقة بصفقة القرن، وعلينا أن نتذكر أن لبنان كان دائماً المكان الذي يريد الكيان الصهيوني تهجير فلسطينيي 48 إليه، وجزء من صفقة القرن هي توطين اللاجئين، واليوم أيضاً هناك ملف آخر، ألا وهو ملف النازحين السوريين، وعليه، فإن الولايات المتحدة الأميركية مع دول كثيرة، تريد أن تبقي هؤلاء النازحين في لبنان، ولذلك تضع فيتو على بعض الأسماء للتوزير، لأنها تواجه موضوع النازحين وتتصدى له.

وأوضح أن "“واحدة من الأهداف الأميركية في لبنان هي إضعاف المقاومة، لأنها تشكل حاجزاً أمام صفقة القرن وأطماع إسرائيل وإمكانية أن تستبيح بلدنا مرة أخرى، وكذلك تشكل حاجزاً مع حلفائها أمام إبقاء النازحين في لبنان، وحاجزاً مانعاً أمام الاستيلاء على الثروات. وإذا أردنا أن نعرف أهمية مقاومتنا وصمود شعبنا، علينا أن نقرأ بما تحدث فيه فيلتمان منذ أيام، حيث تحدث عن الضغط على لبنان إلى حد أن لا تصل الأمور إلى حرب أهلية، لأنه حسبما قال بأن حزب الله في لبنان يمكنه أن يسيطر على البلد خلال ساعات، وعليه، فإننا يمكننا أن نقول بأن قوة المقاومة اليوم تمنع حرباً أهلية، وثباتها يحمي الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، ولو أننا ضعفاء، لكانوا افتعلوا لنا حرباً أهلية تماماً كما فعلوا في العام 1975، ونسي البعض أنه في ذلك العام، قال كاسينجر لأهلنا المسيحيين بأن البواخر موجودة في البحر، وبإمكانكم أن تغادوا عبرها".

وشدد على أنه "اليوم لولا وجود هذه المقاومة، لكانت افتعلت أميركا حرباً أهلية، ولكانت إسرائيل استباحت هذا البلد تماماً كما فعلت في عام 1976، وبلدة الخيام تشهد على ما ارتكبه العدو من مجازر عندما كان لبنان ضعيفاً، ولذلك فإن هذه المقاومة ليس فقط أنها حررت وحمت البلد من العدو الإسرائيلي والتكفيري، وإنما هي اليوم من صمّامات الأمان في منع انزلاق لبنان إلى أي فتنة أو إلى أي حرب أهلية، سواء من خلال قرارها بالحفاظ على الأمن والسلم في لبنان، أو من خلال امتناع أعدائنا عن إثارة الفتنة خوفاً من قوتنا، والجميع رأى مشاهد قطع الطرقات، ولولا صبر شعبنا وحكمة قيادتنا، لكنا رأينا البلد انزلق إلى متاهات لا ندري إلى أين تؤدي".

بدوره، رأى الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، أن "المطلوب تحصين هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا بوحدتنا وإلفتنا وتصدينا لكل الذين يريدون ان يعبثوا بأمن بلدنا، فنحن اليوم على حافة الانعطاف لرسم مستقبل الوطن الذي نريده وطنا مستقلا سيدا عزيزا كريما، ونرفض تبعيته للخارج".

وسأل: "هل نريد وطنا محصنا بأبنائه لسد كل ثغرة من الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها أعداء هذا الوطن، أم نترك بلدنا تتقاذفه مؤامرات أميركا وإسرائيل والمتربصين به شرا؟ على الرغم مما نعيشه من محن وجراحات أليمة، القلوب تنزف لما يحصل، ولكن انكشفت حقائق التدخل الأميركي الذي يخير اللبنانيين بين احتمال الانفراج الاقتصادي في حال تغيير نهج لبنان المعادي لإسرائيل وبين تفاقم الأزمة الاقتصادية المفتعلة".

وشدد على "مقولة قوة لبنان في ضعفه وإن إسرائيل قوة لا تقهر، أسقطتها المقاومة وأصبح لبنان قويا بأهله وشعبه وجيشه ومقاومته، وقوة لبنان بقطع يد العدو الإسرائيلي والمتآمرين عليه وبكرامته وعزته، واستطعنا ان نخرج لبنان من ضعفه إلى موقعه القوي".

وقال: "فيلتمان كان يقول بالأمس، لبنان في موقع استراتيجي يتنافسون عليه، ويريده تحت السيطرة الأميركية، وهو لا يمانع تشكيل حكومة بشرط ترسيم الحدود وفق ما يريده الإسرائيلي لسلب لبنان ثرواته وضمان أمن إسرائيل، وهذه الشروط ليست تلبية لمطالب الناس وأوجاعها وآلامها، إنما للحفاظ على الكيان الإسرائيلي الغاصب. هذا هو هم الأميركي وشغله الشاغل، أمن إسرائيل ومصالحها".

أضاف: "نقدر كل من رفع الصوت لمواجهة الفساد والفاسدين، وهذا الحراك رفع مطالب محقة، ولكن أخذه البعض إلى مكان آخر، ممن لديهم أهداف ويعملون لإيقاع الفتنة في البلد".

وختم: "كلنا مطالبون بأن نتحاور ونجلس مع بعضنا البعض، ونفكر بالعلاج انسجاما مع واقعنا، ومراعاة دقة الظروف التي نعيشها جميعا، والمطلوب الحكمة عند التحرك باتجاه الإصلاح المنشود، وأن نصنع لبنان الجديد سويا كلبنانيين. نحن بين خيارين، إما أن ننحني للأميركي ونخضع لاحتلال مبطن أو نحافظ على قوتنا وإمكاناتنا وقدراتنا".