من كفردبيان إلى الأرز... السياحة الشتويّة تفوّل ومحرّكها لبنانيّ

ما أن يقبل شهر آذار حتى يشارف موسم الثلج في لبنان على الأفول. وقد شكّل مساحة للتنفس والتزلج في مساحة سلام وجمال، في بلد تتفرّد جباله البيضاء شتاءً وحلبات التزلّج فيه على مستوى المنطقة.

هذا العام، ورغم تأخّر انطلاق الموسم بسبب تغيّر عوامل المناخ، توافد هواة التزلج والثلج من لبنانيين وسيّاح - رغم ضآلة عددهم - بزخم إلى الحلبات. وفيما الأسعار تُعدّ نسبية بحسب دخل كل شخص، إلّا أنّها بالتأكيد ليست في متناول الجميع. 

الناس، عائلات ومجموعات أصحاب على الحلبات، وأولاداً صغاراً برفقة أهاليهم، تجهّزوا بلباس الثلج وتزوّدوا بعدة التزلج ووقفوا ينتظرون دورهم ليستقلّوا "التيليسياج". "نحن نأتي كل عام"، تقول ميرا، و"نحاول أن نقضي بضعة أيام من المرح لمرة في الموسم ونحسب أنّنا سافرنا خارج لبنان".

ويظهر رامي اندفاعاً كبيراً لتعلّم التزلج، "فبعدما أصرّ عليّ أصدقائي للمجيء أخذنا إجازات في منتصف الأسبوع من وظائفنا للتزلج".

من جانبه، يقول كريستيانو أحد مدربي التزلّج ومغترب في إحدى دول الخليج، إنّه ينتظر موسم التزلج بفارغ الصبر، و"لا أفوّت موسماً لآتي إلى لبنان في إجازتي والناس هنا متعطشون ليتعلّموا التزلج ولا نهدأ طوال اليوم".

ليس أجمل من قضاء يوم في كفردبيان، عاصمة السياحة الشتوية العربية، في هذا الموسم. قامت البلدية هذا العام بتنظيم عملية السير التي يعاني منها الرواد سنوياً، وبتوسيع الطرقات وجرفتها في وقت سريع لاستيعاب أعداد الناس الكثيفة المقبلة. كما جُرفت حلبة الوردة لتأمين استقبال عدد أكبر من السيارات وتوسيع مواقف السيارات للغاية نفسها. كذلك، تم توفير خدمات نقل للمتزلجين للوصول إلى الحلبات، في نقلة نوعية هذا الموسم.

يقول رئيس بلدية كفردبيان بسام سلامة لـ"النهار" "أننا أكثر من مفوّلين وأعداد السيارات كثيفة وخطوط السير لا تتوقّف، فالناس بحاجة إلى متنفّس، خصوصاً في فصل الشتاء، ويزداد المقبلون على رياضة التزلّج عاماً بعد عام". فبعد انتظار طويل بسبب تأخّر انطلاق الموسم نتيجة تأخّر الثلوج، فإنّ الأعداد التي تزور كفردبيان للتزلّج، هائلة. ورغم أنّ السعة الاستيعابية أقلّ من عدد الرواد، لكن بالإدارة الجيدة تسير الأمور".

و"يُعدّ اللبناني، من مقيم ومغترب، الشريان الأساسي في تحريك موسم السياحة الشتوية"، بحسب سلامة. ويقبل بعض السيّاح الخليجيين والأردنيين والعراقيين والمصريين، إلى جانب بعض الأوروبيين من قوات اليونيفيل وغيرهم، بعدما كان الأوروبيون في الأعوام السابقة في لبنان يقصدون الموسم أكثر لكن بعد الحرب في غزة غادروا لبنان.

وعن نسبة إشغال الفنادق والشاليهات في كفردبيان خلال هذا الموسم، يقول سلامة إنّها "100 في المئة، ليس فقط في نهاية الأسبوع بل في منتصفه أيضاً، فالكثيرون يأخذون إجازات في منتصف الأسبوع للمجيء للتزلج". 

كذلك، في منطقة كفردبيان نشاطات عديدة يمكن القيام بها على الجبال البيضاء. ينظّم جو خليل، صاحب إحدى شركات النقل والخدمات في نطاق مزار-كفردبيان، جولات وباقات تتضمّن هذه النشاطات. ويمكن التجوال على الجبال باستقلال آليّات متخصّصة للثلوج، والقيام بالـ"سكيدو" عبر باقة تتضمّن لباس الثلج والتجوال في أبرز النقاط الخلّابة بين فاريّا وكفردبيان، مقابل 30 دولاراً. ويمكن استئجار عدة التزلّج كاملة دون ألبسة الثلج بـ7 دولارات. كذلك، يمكن ممارسة الراكيت والسنوشوينغ في الطبيعة دون الحاجة إلى دخول حلبات التزلّج، مقابل 10 دولارات. وللمجموعات أيضاً نشاطات يوفّرها خليل، مثل igloo construction، وteam building، بحيث ينضم مرشد إلى المجموعة ويرافقها طيلة فترة النشاط لبضع ساعات مع تزويدها بالتعليمات اللازمة، مقابل حوالي 30 دولاراً.

أمّا لهواة الاستمتاع بالثلج دون التزلج، فيمكنهم شراء بطاقة دخول إلى الحلبة والتنزه على "التيليسياج". كذلك، أشخاص كثيرون يستمتعون بمشاهدة الجبال البيضاء من بعيد في جولات في سياراتهم، ومنهم مَن حمل أغراضه ونرجيلته وجلس ليلعب بطاولة الزهر مع رفيقه.

في الأرز، تتولّى منظمة Cedarzing جميع نشاطات السياحة الريفية على مدار الفصول الأربعة، وتحديداً في فصل الشتاء، ومع موسم الثلوج، تؤمن المنظمة نشاطات من رياضات شتوية وجولات تقتصر على تجربة سياحية متكاملة.

ويقول مؤسِّس المنظمة ميشال مسعود لـ"النهار" إنّه إلى جانب الـski alpine، هناك الـcross-country skiing، التي تلقى إقبالاً كثيفاً من أعمار الشباب حتى عمر الـ25 عاماً.

أيضاً، يُعدّ المشي في وادي قاديشا في فصل الشتاء واحداً من النشاطات الشتوية الرائعة التي ينظمها مسعود. إلى جانب ذلك، يعيش الزائر تجربة المشي في الجبال ويتزوّد بالمعلومات الثقافية والتاريخية عن المنطقة التي يسير فيها إضافة إلى التعرّف إلى ثقافة الأطعمة التقليدية التي تشتهر بها هذه المنطقة، وجميع ما تكوّنه الهويّة اللبنانية الجبلية. فالتجربة لدى البيت اللبناني السرياني مثلاً، الطلب عليها هائل، وفق مسعود. وحجز هذا النوع من النشاطات وصل إلى 60 في المئة حتى الآن، بحسب مسعود، "والشهر المقبل واعد بالنسبة إلينا".

 

أمّا عن نشاط الـ"سكيدو"، فيبدأ السعر من 80 دولاراً وصولاً إلى 120 دولاراً لمدة بين نصف ساعة إلى ساعة. أمّا تجربة السنوشوينغ فتكلفتها ما بين 60 و90 دولاراً، لمستوى مشي سهل ومتوسّط. وتجربة المشي في وادي قاديشا تبدأ من 60 دولاراً وصولاً إلى 150 دولاراً.

ماذا عن أسعار بطاقات الدخول إلى الحلبات؟

Mzaar ski resort Kfardebian

الأسعار العامة لبطاقات الدخول، هي 35 دولاراً للكبار، و30 دولاراً للصغار، خلال أيام الأسبوع. وفي أيام العطل والويك أند، الأسعار هي 60 دولاراً للكبار و45 دولاراً للصغار. وتختلف الأسعار لبطاقات نصف اليوم والمشاة والمتمرّسين والاشتراك الموسمي.

Zaarour Club

الأسعار العامة لبطاقات الدخول، هي 30 دولاراً للكبار، و25 دولاراً للصغار، خلال أيام الأسبوع. وفي أيام العطل والويك أند، الأسعار هي 50 دولاراً للكبار و30 دولاراً للصغار. وتختلف الأسعار لبطاقات نصف اليوم والمشاة والمتمرّسين والاشتراك الموسمي.

Cedars ski resort

الأسعار العامة لبطاقات الدخول، هي 25 دولاراً للكبار، و15 دولاراً للصغار، خلال أيام الأسبوع. وفي أيام العطل والويك أند، الأسعار هي 35 دولاراً للكبار و25 دولاراً للصغار.

وفي لمحة عن أسعار المنامة، تبدأ أسعار الغرف في كفردبيان، في فندق Mzaar Intercontinental، من 175 دولاراً. أمّا في فندق Le Grand Chalet في الـZaarour Club، فتبدأ أسعار الغرف لليلة من 220 دولاراً. وصولاً إلى الأرز، تبدأ أسعار الغرف في فندق Cedrus من 180 دولاراً وصولاً إلى 350 دولاراً.