من يريد تحويل طرابلس صندوق بريد لإيصال الرسائل السياسية ونحن على أبواب مرحلة من الأخطر في تاريخ لبنان؟

مرة جديدة تدخل طرابلس دائرة التوترات الامنية التي تأبى ان ترحل عن هذه المدينة التي تعاني منذ عقود من التفلت الامني والاقتصادي والاجتماعي . 

الحادثة التي حصلت بالامس في محل بيع الهواتف الخلوية بالقرب من مستشفى شاهين في الزاهرية باتجاه ساحة التل اعادت الى الاذهان الحوادث وجولات القتال بين التبانة وجبل محسن. 
فقد نامت عاصمة الشمال بالامس على وقع ازيز الرصاص  وعلى صوت الشبان الغاضبين من منطقة جبل محسن خصوصا ان صاحب محل الهواتف الخلوية هو من خيرة شبان المنطقة وصاحب الايادي البيضاء كما يصفه ابناء الجبل.

 ووسط الدعوات في الجبل الى ضبط النفس من قبل القيادات السياسية، عمل الجيش اللبناني والقوى  الامنية على ضبط الوضع طيلة الليل تجنبا لاي صدام قد يحصل أو اي ردة فعل. 

وقد جاء خبر القاء القبض على احد مطلقي النار الذين اعتدوا على محل بيع الهواتف بالامس ليهدئ من غضب ابناء الجبل الذين اعتبروا أنفسهم مستهدفين في هذا الاعتداء الذي حصل في قلب طرابلس. 

وفي الاطار عينه تسأل بعض المرجعيات السياسية الطرابلسية: "من يريد تحويل طرابلس وشعبها المعدم مرة جديدة صندوق بريد لايصال الرسائل السياسية ونحن على ابواب مرحلة تعتبر من اخطر المراحل في تاريخ لبنان؟"

كما يجدر السؤال التالي تضيف المصادر: "هل عادت الايادي التخريبية من خارج الحدود لتلعب لعبتها الوسخة مجددا غير ابهة بدماء الابرياء ونحن استذكرنا منذ أيام تفجيري التقوى والسلام والاحداث التي رافقت تلك الفترة الصعبة من تاريخ المدينة؟"

وفي الاطار عينه علم موقعنا ان الاتصالات لم تهدأ طوال الليل بين مرجعيات المدينة السياسية والامنية في محاولة لتطويق ذيول الاحداث ومنعا لتفاقمها وخروجها عن السيطرة.
ويؤكد متابعون ومقربون من ساسة المدينة ان التعويل اليوم هو على وعي اهل المدينة من مختلف الشرائح لعدم الانصياع الى الفتنة وبالطبع على الجيش الذي كما دائما يتسم بالحكمة في مثل هذه الاحداث.


وفي اخر معطيات التحقيق يبدو ان هدف العملية هو السرقة وليس هناك اي غايات فتنوية او طائفية بانتظار استكمال التحقيق وكشف الحقيقة كاملة.
بيار البايع