من يصنع الرقائق يكتب الخوارزميات.. تحالف يهز عرش "وادي السيليكون"

أعلنت شركة "إي إس إم إل"الهولندية، الرائدة عالميًا في صناعة الرقائق الإلكترونية، عن استثمار 1.3 مليار يورو في شركة الذكاء الاصطناعي "ميسترال"الفرنسية، في خطوة إستراتيجية قد تُعيد تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.
وبحسب "بوليتيكو"، فإن التحالف الجديد يسعى إلى دمج تصنيع الرقائق مع تطوير  الخوارزميات في سلسلة قيّمة متكاملة، ما يمثل تحديًا مباشرًا لهيمنة وادي السيليكون الأمريكي.

ويرى الخبراء أن هذا الاستثمار يأتي ضمن جولة تمويلية أكبر بقيمة 1.7 مليار يورو، لترتفع قيمة "ميسترال" إلى 11.7 مليار يورو، وتمثل الشركة الفرنسية واحدة من بين قلة شركات أوروبا القادرة على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي والدردشة التفاعلية "تشات بوتس" التي تنافس "تشات جي بي تي" الأمريكي، وهو ما يجعلها نقطة محورية في مساعي القارة إلى السيادة التكنولوجية.
من جهته أكد آرثر مينش، الرئيس التنفيذي لشركة "ميسترال"، أن الاستثمار يجمع بين رائدتَي التكنولوجيا في نفس سلسلة القيمة، ويهدف إلى خلق منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي، تربط بين قدرة أوروبا على تصنيع الرقائق المتقدمة، وإبداعها في البرمجيات، والخوارزميات.
وبحسب مصادر في الصناعة، فإن أوروبا تسعى من خلال هذه الشراكة إلى مواجهة الهيمنة الأمريكية في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تسيطر شركات، مثل: "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أوبن إيه آي" على السوق العالمية، بينما تمثل الاستثمارات الأوروبية في هذا المجال حوالي 7% فقط من الاستثمارات العالمية، فيما يستحوذ مقدمو خدمات السحابة الأمريكية على ثلثي السوق الأوروبية.

من جانبه وصف النائب الأوروبي الهولندي بارت جروثويس، الصفقة بأنها "خطوة حاسمة لبناء منظومة أوروبية متكاملة للذكاء الاصطناعي"، مؤكدًا أن دمج تصنيع الرقائق مع تطوير الخوارزميات يمثل ورقة قوة جديدة لأوروبا في السباق العالمي للذكاء الاصطناعي.