من يقصد "حزب الله" بتخوينه المرشّحين الآخرين؟ ماروني: انقساماتنا تقوّي سطوته

لا تزال دون الاستحقاق الرئاسي عقبات وصعوبات على خلفية التعطيل المستمرّ من جانب "حزب الله" الذي يفرض شروطه، كما كانت الحال عندما جاء برئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون.

واللافت أن الحزب قال لا نريد رئيساً يُباع ويشترى وعميلاً، والسؤال المطروح: من يقصد الحزب بذلك ما دام كل المرشحين معروفين، وليس ثمة أي شخصية مارونية ستتولى هذا الموقع، تكون عميلة لأيّ دولة ؟ فتاريخ لبنان منذ الاستقلال إلى اليوم لم يأت برئيس إلا عبر تسوية دولية وإقليمية وبدعم دولي، وإن كان "حزب الله" يقصد إسرائيل، فهي لن يكون لها أي قرار أو تأثير في فرض مرشح لها.

في السياق، تطرح أوساط مراقبة تساؤلات حول موقف "حزب الله" الذي يُعتبر ضربة في الصميم لكل مواطن لبناني يريد أن يخوض غمار الرئاسة، بمعنى أن تصنيف العميل أمر غير مبرّر على الإطلاق، فكل المرشحين للرئاسة أو سواهم لبنانيون ووطنيون، وبالتالي إذا وصل رئيس للجمهورية من هذه الأسماء، وكان قريباً من المملكة العربية السعودية والخليج وحتى فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، فهو ليس عميلاً يبيع ويشتري، وهؤلاء يتعاطون مع كل القوى اللبنانية، بمن فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري وسواه، ما يعني أن تصنيف العمالة والبيع والشراء ضربة موجعة وموجهة ضد من؟ لكن المكتوب يُقرأ من عنوانه، فذلك بمثابة قطع الطريق على البعض، فضلاً عن أن ذلك يأتي في إطار رفع سقف الشروط في مواجهة بعض المرشحين للرئاسة، على أن يصل الأمر بفرض مرشح "حزب الله" أي رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، وإلّا فالتفتيش عن شخص آخر مقرّب من الحزب، أما أن يأتي مرشح من الأسماء المطروحة، فهو ليس بعميل ولا يبيع ويشتري وليس بقدرته أن ينزع سلاح "حزب الله"، الذي يأتي ضمن تسوية إقليمية دولية، وبالمحصلة، هذا الكلام خارج عن السياق المتعارف عليه في الحياة السياسية اللبنانية، ولا سيما في مثل هذا الاستحقاق ونوعية المرشحين للرئاسة.

في هذا السياق، يقول مستشار رئيس حزب الكتائب الوزير والنائب السابق إيلي ماروني لـ"النهار"، "إن حزب الله يشكل إمارة متكاملة له، وخرب البلد، ويمارس ما يريد، ويحصل على ما يبتغيه، ففي بنظره أيّ مرشح من الطرف الآخر، غير مرشحه، يعتبره خائناً وعميلاً من خلال نظرته لكل المرشحين، حيث بات الآمر الناهي على مختلف المستويات، ومن يمسك بكل القرارات، ويقول الأمر لي، لذلك ليس غريباً أو عجباً أن يبيع ويشتري "حزب الله" كما يشاء، أو أنه يصنف البعض بالعملاء ولا يريد رئيساً من هؤلاء يبيع ويشتري، وأنا أسأل من الذي يبيع ويشتري كرامة البلد وسيادته واستقلاله كرمى للأجندة الإيرانية؟".

ويتابع "أقول للجميع، إن "حزب الله" لا يريد مرشحاً لرئاسة الجمهورية، أو بالأحرى لا يريد أن ينتخب رئيساً للبلاد، وهو مرتاح من هذه المسألة، فهو الحاكم و القرار له ويفعل كل شيء في البلد، وحوّل الدولة إلى دويلة، ولم تعد هناك دولة، بل أضحت دويلة "حزب الله"، لذلك فالحزب كي يقطع الطريق على كل المرشحين، يقول أنا لا أريد رئيساً يبيع ويشتري أو عميلاً من خلال تصنيفاته، وقد سبق أن خوّننا في كل المحطات والمراحل السيادية والوطنية، ولهذه الغاية، لم أفاجأ بمطالبه حول الاستحقاق الرئاسي، لأني على يقين بأنه لا يريد رئيساً للجمهورية، لكونه مستفيداً من الفراغ، وعلى هذه الخلفية، يصنّف البعض بالعملاء أو من هو غير مقبول بالنسبة إليه، فمعناه أنه عميل وخائن".

ويخلص ماروني "للأسف، "حزب الله" مستفيد من الحالة الراهنة للمعارضة التي تفرقت وبات كل فريق متمترساً في مكان مما أعطى قوة لـ"حزب الله"، بعدما تراجعت المعارضة وانقسمت على نفسها، ولم تعد متماسكة موحّدة ومجموعة، يوم كان هناك 14 آذار، لكن اليوم الأمور تبدلت وتغيرت، فنحن نبهدل بعضنا بعضاً، ومنقسمون، فيما "حزب الله" يحكم البلد، وبمعنى آخر ليس ثمة لبنان اليوم، المؤسسات والمرافق انهارت، ولم يعد لدينا شيء في البلد، بفعل سطوة "حزب الله" على مقدّراته ومقوّماته، ولو كانت المعارضة مجموعة وموحدة، لتبدلت الأمور، لكن للأسف هذا ما يحصل اليوم، فالساحة متروكة لـ"حزب الله" ليصنفنا بين عملاء وخونة ويمسك بالقرار كما يحلو له".