فرضت فكرة «مواجهة الظروف الاستثنائية» التي قد تواجه مطار بيروت الدولي والمرافئ الأربعة (بيروت، طرابلس، صيدا وصور)، ان على مستوى التجهيزات والاجراءات، وكذلك «خطة الطوارئ» التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان، نفسها على اجتماعات السراي الكبير، سواء لجهة «خطة الطوارئ» او اجراءات وزارة الاشغال، وعلى جلسة مجلس الوزراء ايضاً، التي أقرت ما اتفق عليه، لا سيما خطة ادارة الكوارث، بحضور 17 وزيراً، واستمرار وزراء التيار الوطني الحر بمقاطعة الجلسات الامر الذي حدا برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بدعوة الجميع الى موقف داخلي موحد، وتلقف الفرصة وانتخاب رئيس للجمهورية.. مشددا على وفق الشحن وضبط المناصرين.
علما ان الابرز هو اندفاعة المعارك والمواجهات الى التصعيد على طول الحدود اللبنانية - الاسرائيلية مع دخول مقاومين من «حماس» وفصائل فلسطينية ولبنانية على خط اطلاق القذائف والصواريخ، في وقت نعى فيه حزب الله المزيد من الشهداء.
وفي وقت تواصل فيه السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا بعد تأكيد الدعوة للرعايا لمغادرة لبنان بأسرع وقت ممكن، لقاءاتها مع الشخصيات السياسي، وممثلي التيارات والفعالات، لاستطلاع ما لديهم من معطيات حول احتمال توسيع الحرب، وفتح جبهة لبنان بدءاً من الجنوب، وزارت لهذه الغاية امس الرئيس السابق ميشال عون، نظرا لما يربطه بحزب الله من علاقة لم تتأثر بالتوتر مع التيار الوطني الحر، وموقفه المناهض لفتح جبهة في الجنوب، تدخل منها بعض الفصائل الى الساحة لاستخدامها في اطار توجيه الرسائل حسب مصادر معنية.
وفي هذا السياق، توقفت مصادر لبنانية عند التقارير التي تصل الى بيروت من مصادر دبلوماسية في دول القرار، من ان ما يجري يشي بأن «الحرب الاقليمية» واردة بقوة، مع بدء التوغل التدميري للجيش الاسرائيلي الى قطاع غزة.
وتخوفت المصادر، حسب التقارير من ان التصعيد الجاري في جبهة الجنوب من شأنه ان يتطور الى وضع تصعب السيطرة عليه.
وتفيد المعلومات ان الخطر من انفجار جبهة الجنوب قائم، لكنه مرتبط بعوامل دولية وميدانية، وتتوقف الى حد كبير على مصير العملية البرية التي يلوح بها الجيش الاسرائيلي لاعادة احتلال قطاع غزة، الذي تخلى عنه بقوة المقاومة قبل 18 عاماً.
والسؤال، في ضوء «انفلات الشارع» قبل يومين في اطار التحركات بوجه الشعارات، ومن اعقب ذلك من استهداف الجامعة الاميركية ومؤسسات عاملة في بيروت والمناطق كالمطاعم والمقاهي وسواها، فضلا عن «فوضى الفراغ» السياسي، واستمرار المقاطعة المسيحية (التيار الوطني الحر) للحكومة وللمجلس النيابي، من ينقذ لبنان من فوضى محدقة بالوضع في البلد الذي يصيبه الشلل والوهن منذ أربع سنوات؟