المصدر: Kataeb.org
الاثنين 18 آب 2025 11:27:18
مرة جديدة، أعادت جمعية مار أنطونيوس الخيرية الفرح إلى ساحل الشوف عبر مهرجانات صيف الرميلة، حيث أضاءت سماء البلدة بليلة مميّزة في الخامس عشر من آب، احتفاءً بعيد انتقال السيدة العذراء.
حضر الاحتفال رئيس بلدية الرميلة المحامي جورج طانيوس الخوري ومختاريّ البلدة المختار أنطونيو نمر والمختار ربيع داغر ، إلى جانب فعاليات اجتماعية وإعلامية، وممثلين عن المجتمع المدني والأحزاب اللبنانية، ورجال دين، فيما ملأ الأهالي الساحة العامة في أجواء جامعة عززت روح الانتماء والوحدة الوطنية.
افتُتحت الأمسية بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى عريف الحفل السيد فليب داغر كلمة ترحيبية، تلتها كلمة مؤثرة باسم مؤسسي الجمعية ألقاها السيد فادي شعيا، قبل أن تقف رئيسة الجمعية المحامية ريتا بولس بكلمة رحبت فيها بالحضور، وعرضت برنامج الجمعية المستقبلي الذي يعكس التزامها بخدمة البلدة وأبنائها. كما خصّت بالشكر بلدية الرميلة ورئيسها على الجهود الكبيرة التي يبذلها في إعادة الرميلة إلى موقعها الريادي كـ"لؤلؤة ساحل الشوف".
وأكدت بولس في كلمتها أنّ مهرجانات صيف الرميلة ليست مجرّد أكل وشرب وأغانٍ ورقص، بل مساحة تثبت أنّ التراث والتقاليد والهوية هي خط الدفاع الأول عن الوجود، وجسر التواصل بين حاضر البلدة ومجد أجدادها الذين ورّثوا الأرض وزرعوا الكرامة وحموا الرميلة بعرقهم ودمهم. وربطت المناسبة بعيد انتقال السيدة العذراء الذي أُقيمت له مبادرة تكريس مقام عند مدخل البلدة، ليكون بركة وظلّاً يرافق أهل الرميلة وزوارها.
كما شددت على أنّ إيمان أبناء البلدة بكنائسهم وأديرتهم يوازي إيمانهم العميق بلبنان، وطن السيادة والحرية والسلام، الذي لن يخضع للابتزاز ولا للوصايات والاحتلالات، ولن يسمح بأن تُباع أرضه أو يُسرق مستقبله. واعتبرت أنّ الرميلة، بصوت مهرجاناتها وصلواتها، تجدد صرختها للبنان ولجيشه الوطني حامي الشرعية، مؤكدة أن أبناءها هم درع الوطن وصوت الحق فيه وحماة أرضه وعرضه، وأنهم لا يساومون ولا يركعون، حتى يبقى لبنان سيداً حراً ومنارة عزّ وفخر بين دول العالم.
ولمناسبة نجاح طلاب الشهادة الثانوية العامة، خصّت الجمعية هؤلاء الطلاب بتكريم ولفتة مميزة تقديراً لتفوقهم، ليشكّل هذا التكريم محطة مؤثرة ضمن الاحتفال.
بعدها، انطلقت الفقرات الفنية مع الفنانين برهان وجان حاج اللذين ألهبا الأجواء بأغانٍ وطنية وطربية، لتترافق مع أجواء الفرح والموسيقى والمأكولات اللبنانية التقليدية، فيما زيّنت الألعاب النارية سماء الرميلة وأضفت رونقاً خاصاً على الأمسية.
وقدّم المهرجان صورة حضارية مشرقة عن المجتمع اللبناني المتنوع والمنفتح، مثبتاً أن الرميلة ليست جزيرة منعزلة، بل نموذجاً للتلاقي بين مختلف مكونات الوطن.
وفي الختام، وجّهت الجمعية تحية تقدير إلى الجيش اللبناني الذي أضفى حضوره الطمأنينة في قلوب المواطنين، وإلى لجنة الوقف وأبناء البلدة والمحبين الذين ساهموا بجهودهم في إنجاح هذا الحدث، ليبقى صوت الفرح والسلام يعلو في لبنان، ولتبقى الرميلة لؤلؤة الساحل الشوفي ودرّته الثمينة.