المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الاثنين 7 آب 2023 14:55:04
لم تحجب الملفات الساخنة النقدية والامنية الاهتمام بملء الشغور الرئاسي كونه المفتاح الاساس لمعالجة وحل سائر القضايا العالقة في البلاد بدءا من تعيين حاكم اصيل للمصرف المركزي وصولا الى ضبط الامن المتفلت في البلاد والذي زاده تفاقما انفجار الوضع في مخيم عين الحلوة بعد تسلل العديد من عناصرالتنظيمات الاسلامية والجماعات التكفيرية القادمة من سوريا اليه.
فعلى الصعيد الرئاسي تواصل الاوساط المعنية تحضيراتها لملاقاة عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان الى لبنان منتصف شهر ايلول المقبل لرعاية التشاور او لقاءات العمل بين الفرقاء المعنيين في شأن مواصفات رئيس الجمهورية العتيد للبلاد وبرنامج عمله، وهي في هذا السياق تولي اهتماما بالمباحثات المستعادة والجارية بين التيار الوطني الحر وحزب الله حيث تفيد المعلومات المستقاة من الطرفين عن امكان توصلهما الى توافقات حيال الاستحقاق الرئاسي ترشيحا واقتراعا وحيال طروحات رئيس التيار الوزير جبران باسيل في ما يتعلق باللامركزية الادارية الموسعة والصندوق الائتماني. اضافة إلى ذلك، فان العين تبقى شاخصة على اللقاءات شبه اليومية في دارة السفير السعودي وليد البخاري كونها تتصل وتتكامل مع عودة لودريان المنتظرة في ايلول المقبل.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ"المركزية" في هذا السياق ان مهمة لودريان، بمعزل عن الاعتبارات الداخلية والاقليمية، ليست جاهزة بعد في رأيي فهو من جهة لا يزال يمثل، اضافة الى بلاده، اللجنة الخماسية التي دخلت لاعبا فيها الولايات المتحدة الاميركية بتسويقها عبر قطر لقائد الجيش العماد جوزف عون، الامر الذي لم تتبنه باريس حتى الان على الاقل وتتطلع الى الجولة الثالثة لموفدها الرامي الى تحقيق توافقات في الملف الرئاسي ما يغضب حزب الله المتمسك بفرنجية. والسؤال، تاليا، هل اللجنة الخماسية من دون طهران قادرة على احداث خرق في انتخاب رئيس الجمهورية؟ من هنا اعتقد ان زيارة لودريان ستكون مؤجلة حتى تشرين على الارجح وهي ان حصلت ستكون استطلاعية كسابقاتها ولن تنتج حسما او حلا.
اما بالنسبة الى انفجار الوضع في مخيم عين الحلوة فهو مرتبط بالمعادلات الاقليمية أكثر من ارتباطه بالجانب المحلي او بقضية التوطين كما يحكى، وهي انعكاس للعلاقات السعودية الإيرانية. فالاتفاق الذي حصل بينهما يبدو انه اغفل او لم يشمل الموضوع الفلسطيني فالصراع الحاصل في عين الحلوة هو بين اليمين الممثل بفتح والجانب المتطرف وقوامه حماس والمتشددون الإسلاميون. لذا فان استمرار هدوئه او عودته الى الاشتعال هو رهن الاتصالات الجارية على هذا الخط.
ويختم لافتا الى ان الحراك الخارجي يتقدم على الداخلي وحل الازمة اللبنانية وتاليا انتخاب رئيس الجمهورية بحاجة الى تفاهمات خارجية لتنسحب على المحلية وما يجري على هذا الصعيد مجرد لعب في الوقت الضائع.