المصدر: نداء الوطن
الكاتب: لارا يزبك
الأربعاء 23 نيسان 2025 07:15:25
ليست المرة الأولى التي يتطرّق فيها «حزب اللّه» إلى منح الدبلوماسية اللبنانية فرصة. فقد قال الأمين العام للـ «حزب» الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير، «إننا اليوم في مرحلة الدبلوماسية، نعطيها فرصتها لكنها ليست مفتوحة لدينا خيارات، ولا نخشى شيئاً، وإذا أردتم أن تُجرّبوا وتستمرّوا، فاستمرّوا، وستَرون في الوقت المناسب الذي نُقرّره نحن».
إرباك إسرائيل أم لبنان؟
يبدو أن تهديد قاسم موجّه إلى لبنان ودولته ومُربِك لهما، أكثر منه لإسرائيل، كما يقول خبير عسكري لـ «نداء الوطن». فمفاعيله خطيرة على لبنان أكثر من إسرائيل، انطلاقاً من موازين القوى العسكرية وميلِها بشكلٍ قاطع لتل أبيب باعتراف «الحزب» نفسه.
ففي العملي والعلمي، كان «حزب اللّه» في أوج جبروته عندما أطلق «حربَ الإسناد»، وجلّ ما نجح في تحقيقه آنذاك، هو تهجير سكان شمال إسرائيل. وكان أكثر ما تباهى به حينها واستخدمَه لزرع الرعب في نفوس الإسرائيليين وردعهم عن توسيع عدوانهم ضد لبنان، تسجيلات «الهدهد» وأيضاً فيديوات الأنفاق «عماد 4» و»عماد 5». إلّا أنّ كل هذه العراضات ومعها 100 ألف مقاتل الذين لطالما هدّد «حزبُ اللّه» بهم خصومَه في الداخل والخارج، والصواريخ الدقيقة الإيرانية الصنع، لم تلجم تل أبيب ولم يَظهر لها أثرٌ عندما أطلقت إسرائيل الحرب الشاملة على لبنان، بعد مجزرة «البيجر» واغتيال الأمين العام للـ «حزب» السيّد حسن نصراللّه.
خدمة لتل أبيب
يتابع الخبير، إذا قرّر «الحزب» العودة إلى القتال لتحرير الأراضي الجنوبية المحتلة مِن إسرائيل، كما يتوعّد قاسم، عندها سيقدّم للأخيرة فرصةً تنتظرها للإطباق عليه عسكرياً، خاصة أن الأخير يرفض تسليم سلاحه المنصوص عليه في اتفاق وقف النار. وهذه المرة، إذا سقط الاتفاق، لن تكون إسرائيل بحاجة إلى اللجوء إلى البرّ، وستعتمد على سلاح الجوّ لتدمير قدرات «الحزب» العسكرية، ومعها كل ما يزعجها في لبنان أو يهدّدها وينافسها اقتصادياً وسياحياً وثقافياً، خاصة أنها توعّدت بأنها في أي حرب مقبلة، لن تميّز بين الدولة اللبنانية وجيشها و «حزب اللّه».
حرق لبنان خدمة لإيران
فهل يمكن للـ «حزب» الذي خسر اليوم كلَ قادته وكوادره ومعظمَ عناصره، وفقَدَ شريانَ إمداده العسكري والمالي عبر سوريا والمطار والمرفأ، أن يقف في وجه حملة عسكرية إسرائيلية، لم يكن جاهزاً لها في «أيام عزّه»، كي يستقوي اليوم ويقومَ بوضع مُهلٍ للدولة اللبنانية وبإعطاء الدبلوماسية فرصاً وفتراتِ سماح؟
لا هو قادرٌ ولا الجيش اللبناني، يجيب الخبير، لذلك لا حل إلّا بالدبلوماسية. أما كلام قاسم، فهو إما للمزايدة على الدولة ولإرضاء شارعه أو لإيصال رسائل إلى الداخل والخارج، أن شيئاً لم يتغيّر، وأن «الحزب» مستعدٌ في أي لحظة، لإعادة رمي لبنان في الجحيم، إن طلبت طهران منه ذلك في إطار مفاوضاتها مع واشنطن، يختم الخبير.