موسكو تنسحب من معاهدة تاريخية.. وكييف تتهيّأ لهجوم ثالث على أفدييفكا

بعدما شنّت موسكو سابقاً هجومَين فاشلَين بهدف الاستيلاء على أفدييفكا الواقعة في شرق أوكرانيا، توقّعت كييف أمس هجوماً روسيّاً ثالثاً على المدينة خلال بضعة أسابيع.

وأكد رئيس بلدية أفدييفكا فيتالي باراباش أنّه «سيكون هناك بالتأكيد موجة ثالثة»، مشيراً إلى أن «العدو يُعيد تجميع صفوفه بعد الموجة الثانية من الهجمات غير الناجحة. إنّه بصدد إعادة بناء احتياطياته سواء من حيث المعدّات أو الأفراد».

وتقع مدينة أفدييفكا الصناعية في دونباس، وهي عمليّاً على خط المواجهة منذ ما قبل الغزو الروسي في شباط 2022، إذ تُحاول القوات الانفصالية بقيادة موسكو عبثاً احتلالها منذ العام 2014.

توازياً، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده نشرت أنظمة دفاع جوي جديدة من طراز «ناسامز» زوّدها بها حلفاؤها الغربيون، تحسّباً لموجة جديدة من الهجمات الروسية على بنيتها التحتية للطاقة هذا الشتاء.

في الأثناء، ادّعى الجيش الروسي إسقاط 17 مسيّرة أوكرانية فوق البحر الأسود وفوق شبه جزيرة القرم التي تُستهدف بانتظام بهذا النوع من الهجمات وسبق أن تعرّضت لقصف صاروخي السبت.

وقُتل 6 أشخاص وأُصيب 11 آخرون جرّاء قصف على دونيتسك، المدينة الكبيرة في شرق أوكرانيا والتي تُسيطر عليها روسيا، وفق ما أفاد المسؤول عن الاحتلال الروسي للمنطقة دينيس بوشيلين.

تزامناً، أصدرت السلطات المعيّنة في المناطق التي تحتلّها روسيا في شرق أوكرانيا، أحكاماً إضافية بالسجن لفترات تتراوح بين 26 عاماً والمؤبّد، بحق جنود أوكرانيين أسرى لاتهامهم بارتكاب أعمال عنف بحق مدنيين خلال معارك مدينة ماريوبول العام الماضي.

إقليميّاً، أرسلت هولندا أوّل 5 مقاتلات من طراز «أف 16» إلى قاعدة جوية في رومانيا، حيث ستُستخدم لتدريب الطيارين الأوكرانيين والرومانيين، وفق وزارة الدفاع الهولندية. لكنّ «الطائرات لن تُحلّق إلّا في المجال الجوي التابع لحلف الناتو»، وفق الوزارة. وستُخصّص هولندا في المجموع 12 إلى 18 مقاتلة «أف 16» لأغراض التدريب.

في الموازاة، أعلنت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الناتو تعليق مشاركتهم رسميّاً اعتباراً من 7 كانون الأول المقبل، في معاهدة القوات المسلّحة التقليدية في أوروبا الموقعة عام 1990، والتي تحدّ من القوات التقليدية في أوروبا، بعدما أعلنت روسيا انسحابها الرسمي منها، ما يُنذر بانهيار معاهدة تاريخية أخرى للحدّ من التسلّح.

واعتبر مجلس الناتو في بيان أن «انسحاب روسيا من المعاهدة هو أحدث حلقة في سلسلة من الخطوات التي تقوّض الأمن الأوروبي - الأطلسي بشكل منهجي».