موسكو وعدت تركيا بإعادة لاجئي حلب.. وطهران منزعجة

كشفت صحيفة "تركيا" عن وعود قدمتها روسيا لتركيا بشأن عودة اللاجئين السوريين لديها المنحدرين من حلب، وذلك بالتزامن مع استئناف مسار التطبيع بين أنقرة والنظام السوري، فيما لفتت الى وجود انزعاج إيراني من التقارب بين الجانبين.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رسمي تركي قوله إن روسيا قدمت لتركيا سلسلة وعود تتعلق بعودة اللاجئين المنحدرين من حلب، وذلك بالرغم من مرور ثماني سنوات "لم تحدث فيها تغيرات كبيرة"، فيما شدّد على ضرورة أن " تتخذ موسكو المزيد من المبادرات في المرحلة الجديدة".

وذكرت الصحيفة أن نحو 100 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو، بالتزامن مع استئناف مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، وأن هناك حشوداً كبيرة من السوريين تتواجد عند معبر كسب الحدودي مع سوريا.

وافادت أن ما بين 300 إلى 500 لاجئ سوري يعودون إلى مناطق سيطرة النظام السوري بشكل يومي، لكنها أكدت أن معظم العائدين يفضلون مناطق سيطرة المعارضة.

ويتنافى ما تروج له الصحيفة مع التقارير الحقوقية التي تؤكد وجود مخاوف لدى اللاجئين من العودة لمناطق سيطرة النظام بسبب تعرض من سبقوهم في الخطوة للاعتقال والاخفاء القسري هناك، والتي أدت في بعضها إلى مقتلهم تحت التعذيب أو بسبب ظروف الاعتقال القاسية وغير الإنسانية.

وعن الموقف الإيراني، نقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية أن طهران منزعجة من التقارب التركي مع النظام وزادت من ضغوطها على رئيسه بشار الأسد، كما أكدت انزعاج الميلشيات الإيرانية من "زيادة" حركة العودة، حيث عملت على نشر رسائل استفزازية مكتوبة ولفظية ومرئية تهدد السوريين في حالة العودة.

كما عملت تلك الميلشيات على إعادة نشر صور وفيديوهات تعذيب تعود معظمها للفترة ما بين عامي 2012 و2015 بهدف تهديد السوريين العائدين.

وشهد حزيران/يونيو، رسائل إعلامية متبادلة بين النظام السوري وتركيا عن عزم الجانبين الجلوس إلى طاولة مفاوضات التطبيع مرة جديدة، لكن حتى الآن، لا نتائج ملموسة وواضحة توحي بأن هناك انفراجاً في هذا المسار المعقد والطويل كما يوصف.

والاثنين، قال الأسد إنه مستعد للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إذا كان ذلك يحقق مصلحة بلاده، لكنه اعتبر أن المشكلة ليست في اللقاء بحدّ ذاته إنما في "مضمونه". وأكد أن لا حل وسطاً بعملية التطبيع بين دمشق وأنقرة.

وجدد الأسد خلال حديثه للصحافيين شروطه بانسحاب القوات التركية من شمال غرب سوريا، ووقف دعم تركيا للفصائل المعارضة التي وصفها بحديثه ب"الإرهابية"، حتى تتحقق نتائج إيجابية من المسار، كما أكد بأن اللقاءات مع الأتراك "مستمرة ولن تنقطع"، كما كشف عن "لقاء يرتب على المستوى الأمني من قبل بعض الوسطاء.

وكان أردوغان قد أعلن نيته توجيه دعوة للأسد لزيارة تركيا وعقد لقاء مشترك بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.