المصدر: اللبنانية
الثلاثاء 30 تشرين الثاني 2021 16:26:14
رأت مصادر سياسية في قوى 8 آذار أن الخطر الفعلي الذي يواجه التحالف الحزبي بقيادة حزب الله في الانتخابات النيابية المقبلة يتمثل في حزب الكتائب والتحالفات التي يعمل على بنائها ليس فقط على الساحة المسيحية وانما في مناطق بيروت والجبل والجنوب والبقاع والشمال.
واعتبرت هذه المصادر أن إصرار حزب الكتائب على المضي في بناء تحالفات من خارج الأطر السياسية والحزبية التقليدية، وسعيه الى تظهير قيادات جديدة، أو دعم مستقلين فاعلين في مناطقهم من شأنه نسف الأسس التي قامت عليها التوازنات السياسية في لبنان على مدى السنوات الماضية وفتح الأبواب مشرّعة على تغييرات بنيوية في الحياة السياسية اللبنانية.
وفي رأي هذه المصادر فإن المشكلة التي ستواجهها القوى الحزبية اللبنانية نتيجة للمسار الذي يعتمده رئيس الكتائب النائب سامي الجميل لا تنحصر فقط في قوى 14 آذار التي ستخسر بعض مواقعها لمصلحة الكتائب وتحالفاتها، وإنما ستشمل قوى 8 آذار التي سيكون عليها مواجهة خصم شرس جديد سيكون قادرا من خلال عدد من النواب ولو لم يكن أكثرية موصوفة على التحكم بالكثير من المفاصل والقرارات والتوجهات خصوصا من خلال احراج التركيبة الحزبية التقليدية المحسوبة على قوى 14 آذار مما سيجبر بعضها على التردد وربما الامتناع عن السير بتحالفات وتسويات شبيهة بتلك التي حكمت الحياة السياسية في لبنان على مدى السنوات الماضية.
وتختم المصادر القريبة من قوى 8 آذار بالإشارة الى أن الثلاثي تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية لا يشكل خطرا داهما على حزب الله وحلفائه باعتباره جزءا من التوازنات التي نجح حزب الله في معالجتها وايجاد سبل للتعاطي معها، لا سيما من خلال الرئيس نبيه بري الذي يحتفظ بعلاقات متينة بكل من الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والذي لم تنقطع خطوطه مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الرغم من حوادث الطيونة الأخيرة وما رافقها من تصعيد اعلامي بين الثنائي الشيعي والقوات اللبنانية.
في المقابل، فإن المؤشرات تدل على أن توجهات الجميل وتركيبة تحالفاته الخارجة عن اللعبة السياسية التقليدية ستؤسس لمشكلة حقيقية ليس فقط مع حزب الله ومشروعه، وإنما لإدارة الرئيس نبيه بري للعبة البرلمانية خصوصا إذا نجح حزب الكتائب والمعارضون الذين يتحالفون معه في إيصال كتلة نيابية وازنة ليس بالضرورة أن تشكل الأكثرية في المجلس النيابي. فكتلة من عشرة نواب كافية لانتزاع الأكثرية من قوى 8 آذار وقوى 14 آذار، وبالتالي لإنهاء لعبة عمرها ستة عشر عاما وفتح الأبواب أمام معادلات جديدة تصنعها اقلية نيابية وتفرضها على الأكثرية بحكم لعبة العدد والأرقام.