وفاة الرئيس سليم الحص

غيب الموت الرئيس الأسبق سليم الحص.

وقد صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الآتي: "بكل حزن وأسى، أنعي الى اللبنانيين دولة الرئيس سليم الحص الذي رحل في أصعب وادق مرحلة يحتاج فيها لبنان الى ضميره وحسه الوطني والعروبي والى حكمته ورصانته وحسن ادارته الشأن العام.

الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته. صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية. كان اقتصاديا بارزا ومثال الخبرة والاخلاق والعلم، يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز.

الرئيس الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحاً في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب "ضمير لبنان" ويدخل الى الابد في وجدان اللبنانيين. رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته".

ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري  الرئيس السابق الدكتور سليم الحص قائلاً: "في الزمن الذي يفتقد فيه لبنان الى النقاء والصفاء والقامات الوطنية الشامخة، يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي جمعت كل تلك الخصال وأكثر، دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، رجل الدولة والإنسان في ذمة الله .

وختم: "الى اللبنانيين عامة وأبناء العاصمة بيروت أسمى آيات العزاء وللراحل الكبير الرحمة، وإنا لله وإنا اليه راجعون".

 ورأى  العلامة السيد علي فضل الله أن الرئيس الحص كان "علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها".

وأصدر بيانا أشار فيه إلى أن "لبنان عندما يفتقد شخصية بوزن وقيمة الرئيس الحص، وفي هذه المرحلة بالذات، فتلك "خسارة كبرى". 

أضاف: "لقد مثّلت شخصية الرئيس الحص علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها ورمزيتها الكبيرة في مواجهة الفساد والظلم الداخلي واطماع العدو الصهيوني وكنا نأمل بمستقبل مشرق للبنان بحضور هذه الشخصية وأمثالها، وكنا نرى ان البلد لا يزال بخير بوجوده وبوجود من يشبهه في الكلمة والموقف والصدق والشجاعة والعمل المستمر في خط الاصلاح والنهوض الوطني والقومي والعروبي والإسلامي".

وختم فضل الله: "أن نفتقد هذه الشخصية الرمز فنحن نفتقد مسارا من مسارات الحق وخطاً من خطوط الاصلاح ورمزا للعدالة من داخل السلطة او خارجها وانموذجاً في الاخلاص لمبادئه وحبه ووفائه للناس، وعسى ان يعوّضنا الله بشخصيات مثله تحمل الهموم الكبيرة  والبعيدة عن المصالح الشخصية والحسابات الفئوية".

كذلك نعى نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي الرئيس سليم الحص. وقال في بيان النعي: 

"انطفأ سليم الحص، وانطفأت معه مرجعية وطنية وقامة شامخة نادرة في تاريخ لبنان السياسي. لقد أضفى الدكتور الحص على كل مسؤولية تحملها طوال حياته وجداناً وطنياً نقياً كصفاء ذهنه المتقد، ومناقبية قلّما شهدتها ساحات السياسة، مقترنة بروح مرحة، كان لي الحظ والشرف أن أختبرها. برحيل دولة الرئيس سليم الحص، نفتقد رمزاً للنزاهة والشفافية والاستقامة ونموذجاً يُحتذى به في ادارة الشأن العام وفي كل الميادين. أحر التعازي لعائلة الرئيس الحص ولجميع اللبنانيين. عسى أن تبقى ذكراه شعلة مضيئة تنير دروبنا، وتلهمنا لنمضي قدماً في مسيرتنا نحو بناء وطن يتسم بالقيم التي جسدها طوال حياته".

وكتب وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي عبر منصة "اكس": "غادرنا دولة الرئيس سليم الحص ولا يتركنا، فإرثه العربي والوطني مغروس في ضمائرنا إلى الأبد، هو رجل الدولة، بل هو صاحب الدولة، دولة الدستور والقانون والإقتصاد والوحدة الوطنية، نظيف في فكره وتصرفه، ثابت لم يقبل المساومة. دولة الرئيس سليم الحص، رحلت، ولن ترحل. رحمة الله وبركاته عليك".

ونعى رئيس المجلس التنفيذيّ ل"مشروع وطن الإنسان" النائب نعمة افرام الرئيس سليم الحص كاتباً على حسابه على منصّة اكس: "رحل العصاميّ المعتدل والإقتصاديّ الرصين والإنسانيّ  الكبير والرجل الذي لطالما عاد إلى الكتاب في مسيرته الوطنيّة، دولة الرئيس سليم الحص. العزاء للبنان واللبنانيين والراحة لروحه إلى جواره تعالى".

ونعى النائب فريد هيكل الخازن الرئيس سليم الحص كاتباً على مواقع التواصل الاجتماعي:

لقد انهار لبنان عندما غابت عنه رجالات دولة شبيهة بدولة الرئيس سليم الحص في النزاهة والوطنية.

لأسرة الراحل وآل الحص ولأهلنا في بيروت وللشعب اللبناني أحرّ التعازي".

ونعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان،  الرئيس سليم الحص العضو الطبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ووصفه ب"الرمز الوطني والعربي الكبير الذي عمل بكل جهد وإخلاص وتفان لوطنه"، وقال: "برحيل الرئيس سليم الحص خسر لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي رمزا كبيراً وركناً سياسياً مرموقاً، عريقا في عروبته وفي وطنيته وإيمانه، رجلا مميزا في مواقفه الشجاعة والحكيمة، وترك إنجازات تاريخية مشرقة ومشرفة في لبنان".

 أضاف: "ان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خسر ركنا من أركانه، وكان للرئيس المرحوم سليم الحص دور مميز في الحياة السياسية وهو رجل العلم والسياسة والاقتصاد والمال والثقافة والأدب وله العديد من المؤلفات السياسية والوطنية، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وادخله فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أُولئك رفيقاً، وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعون".

ونعى رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، في بيان، الرئيس سليم كما الحصّ وقال في بيان:

"فقدنا وفقد لبنان واللبنانيون رجل دولة من طراز رفيع هو الرئيس الدكتور سليم الحصّ.

وبفقدانه تنطوي صفحة من التاريخ السياسي الحديث لهذا الوطن، صفحة مليئة بالأحداث والمواقف والمواجهات الكبرى التي كان محورها هذا الرجل المشرق والنزيه.

وفقدت انا شخصياً رجلاً احبّه، رافق الرشيد في اصعب ايامه، ثم رافق والدي في ايامٍ لا تقلّ صعوبة، وكان خير من نتوسّم به دائماً المواقف الوطنية التي نستمدّ منها صلابة وعزيمة".

أضاف: "محزن رحيل الدكتور سليم الحصّ، لان خسارته ليست مجرّد خسارة عادية حتى على مستوى العاطفة والصداقة والمحبّة فضلاً عن الخسارة الوطنية الكبرى".

وختم كرامي: "عزاؤنا الحارّ  لابنته السيدة وداد الحصّ وعائلتها الكريمة، ولكل محبّيه واصدقائه وما اكثرهم، ولكل اللبنانيين الذين يحبّونه ويحترمون نزاهته وعلمه الغزير وصدقه وزهده في المناصب وثباته على مواقفه طوال عمره".

ونعى الرئيس الدكتور حسان دياب، الرئيس سليم الحص، وقال في بيان: "لا يمكن وداع الرئيس الدكتور سليم الحص من دون ذرف دمعة على الرجل الذي شكّل ظاهرة في الحكم والسياسة في لبنان، وكان عن حق وواقع ضمير لبنان الذي بقي صامداً أمام المغريات السياسية والشعبوية والمالية، ولم يستسلم للأمر الواقع ولم يسلّم به، ودفع ثمن ما يؤمن به، وانكفأ عندما وجد نفسه عاجزاً عن مواجهة منظومة الفساد التي تسلّحت بقدرات جعلتها أقوى من الدولة، بل جعلتها الدولة، بحماية مظلّة فساد تتشعب أسقفها داخل لبنان وتتمدّد خارجه، والتي ما تزال تمسك بمفاصل البلد، وتتحكم بمصيره، وتسببت بانهيار مالي لطالما حّذر منه الرئيس الحص وحاول مواجهته بما يمتلك من منطق علمي وبسلوك رجل الدولة الذي لا يقيم وزناً لأي مصلحة طائفية أو مذهبية أو حزبية أو شخصية".

أضاف: "لقد كان الرئيس الحص نبراساً، وقد شكّل بالنسبة الي، كما للكثير من اللبنانيين، نموذجاً يحتذى في السلوك السياسي وممارسة الحكم، من أي موقع، سواء في الشأن الخاص أو العام، لكن المفاهيم التي أرساها شكّلت خريطة طريق لمنطق الدولة العادلة القادرة التي ترعى شؤون اللبنانيين بمعيار الانتماء إلى الوطن ومن دون منطق المحسوبيات. لكن، صحيح أن الرئيس الحص اختار طوعاً الانكفاء السياسي، قبل أن توافيه المنية، لكن القيم التي أرساها، والمفاهيم التي كرسها، والسلوكيات التي اعتمدها، والأخلاق التي تمتع بها، ونظافة الكف التي حافظ عليها، ومنطق الدولة الذي وضعه، ستبقى منارة للبنانيين الطامحين لقيام الدولة العادلة ومواجهة الفساد الممسك بمفاصل الدولة، وستبقى لي شخصياً، ولكل من يريد أن يعمل في الحقل العام بمفاهيم سليم الحص، مبادئ لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها".

وختم دياب: "رحم الله رجل الدولة، وضمير لبنان الرئيس الدكتور سليم الحص".

ونعى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص، وقال في بيان النعي: "برحيل دولة الرئيس سليم الحص يخسر لبنان عَلمًا من أعلامه، رجل دولة حمل الهمّ اللبناني بكل أمانة والتزام. لروحه الرحمة ولذويه الصبر والسلوان".