نتنياهو هدد بضرب أهداف في بيروت رداً على "المسيّرة" اليمنية

يكثر الموفدون الدوليون الذين يزورون لبنان تباعا، من الإشارة إلى أن «كل الحديث عن المفاوضات الجارية تبحث الاتفاق على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وان النقاش لا يطول الجبهات الأخرى».

ووفق مسؤول لبناني، فإنه عندما يستوضح الجانب اللبناني عن المقصود بذلك يأتي الجواب السريع «بأن عليكم ألا تراهنوا على انسحاب أي اتفاق على جبهة غزة ليطول الجبهات الأخرى. والترابط بين جبهات الإسناد الذي هو قرار بيد محور الممانعة، ليس بالضرورة سيكون ترابطا في وقف النار، لأن القرار في عودة الهدوء إلى الجبهات الأخرى سيصبح بعد التوصل إلى اتفاق حول قطاع غزة بيد الإسرائيلي».

وقال المصدر: «قد تكون هذه المعطيات في سياق التهويل لدفع لبنان إلى الانصياع للمطلب الدولي بوقف حزب الله العمليات الحربية عبر الحدود الجنوبية، إلا أنه يجب ان تؤخذ على محمل الجد، كون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعود من زيارته إلى واشنطن، حائزا على المزيد من الدعم للهدفين المحددين من قبله منذ السابع من أكتوبر، وهما استعادة الرهائن وإنهاء حركة حماس، مع استمرار الإدارة الأميركية في الضغط من أجل التعجيل في الوصول إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة».

وأضاف المصدر: «يكرر الجانب اللبناني في كل لقاء مع موفد خارجي تأكيده ان الحل لجبهة الجنوب بعد وقف الحرب على غزة لا يكون إلا بتنفيذ القرار الدولي 1701، شرط ألا يكون التنفيذ انتقائيا ومن جانب واحد، انما شامل لكل البنود، لأن الهدوء الذي ينص عليه القرار لا يكون على طرف واحد من الحدود، انما على جانبي الحدود، وهذا ما لم تلتزم به إسرائيل منذ صدور القرار في أغسطس من العام 2006. وقاربت الخروقات الإسرائيلية إلى ما قبل السابع من أكتوبر جوا وبرا وبحرا الـ 35 ألفا، مع تنفيذ اعتداءات حربية».

وأوضح المصدر ان «الدول التي تشارك بوحدات في عداد قوات الطوارئ الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) لم ترسل أبناءها إلى لبنان للعمل تحت علم الأمم المتحدة قبل الحصول على ضمانات من إسرائيل ومن لبنان وقبلهما من المجتمع الدولي، وبالتالي المطلوب العودة إلى هذه الضمانات لتنفيذ القرار 1701 ولتعزيز عديد القوات الدولية بالتزامن مع تعزيز عديد الجيش اللبناني وتزويده بالعتاد اللازم للقيام بمهامه».

وشدد المصدر على أن «الأزمة الحقيقية هي شخص نتنياهو، الذي وضع سقفا لوقف الحرب لا يمكن الوصول اليه، والتهديدات التي يطلقها هو وفريقه الحكومي والعسكري والأمني ضد لبنان، على خطورتها، إلا انها تتعارض مع شروطه المتمثلة في عودة المستوطنين إلى الشمال، لأن استمرار الاعتداء على لبنان لن يؤمن هذه العودة، كون الرد سيكون مماثلا ومتماثلا».

وكشف المصدر عن أن «آخر التهديدات الإسرائيلية خلاصتها ان نتنياهو اتخذ قرارا بتوجيه ضربة لعدد من المراكز الأساسية التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ردا على استهداف تل ابيب بمسيّرة يمنية، متهما الحزب وإيران بالوقوف وراء الهجوم الحوثي».