نجا من 7 محاولات اغتيال...من هو محمد الضيف الذي انتشرت صورته مع الدولارات؟

أعاد إعلان الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه حاول استهداف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، بضربات على منطقة المواصي غرب خان يونس، جنوبي قطاع غزة، تسليط الضوء على محمد الضيف، وطبيعة الدور الذي يلعبه في الحركة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية.

وقال الجيش في بيان نقله مراسل "الحرة"، إنه تم تنفيذ الهجوم الذي استهدف إلى جانب الضيف، قائد لواء خان يونس، رافع سلامة، باستخدام طائرات مقاتلة.

وأضاف أن "الهجوم كان دقيقا، وأن التقديرات تشير إلى أن القتلى كانوا من عناصر حماس"، مشيرا إلى أن الغارة على الضيف "كانت في منطقة مسيجة تابعة لحماس، وكان معظم الأشخاص هناك من المسلحين"، وهو ما نفته حركة حماس، مؤكدة أن القتلى مدنيين.

وقال مراسل "الحرة" في القدس، إن التقديرات في الأوساط الأمنية الإسرائيلية تشير إلى "نجاح عملية الاغتيال لكن لا يمكن التأكيد بعد".

من هو الضيف؟

والضيف (59 عاما) هو القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، كما أنه "العقل المدبر الثاني" لهجوم السابع من أكتوبر، بعد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وفق إسرائيل.

ومنذ السابع من أكتوبر، تحدثت عدة تقارير عن اختباء الضيف في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب غزة.

والاسم الكامل له هو، محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد)، ويعرف باسم محمد الضيف، وهو القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، التي تصنفها الولايات المتحدة ودول أوروبية حركة إرهابية، وقد تم اعتقاله عدة مرات وجرت محاولات لاغتياله.

ويعتبر الضيف هدفا لإسرائيل منذ سنوات، ونجا من 7 محاولات اغتيال معروفة على الأقل، كان آخرها عام 2014 عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة المحاصر، مما أسفر عن مقتل زوجته وأحد أطفالهما.

والضيف غير معروف كثيرا، ولا يتم تداول سوى صورة واحدة له عمرها 20 عاما على الأقل، بينما يظهر في صور أخرى ملثما أو في الظل، وفق وكالة فرانس برس.

وفي يناير الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي صورة قال إنها للضيف، وهو يحمل حزمة من الدولارات بيد وكوبا باليد الأخرى، معلقا بالقول إنه "يعيش في نعيم والشعب في غزة يعيش في الجحيم".

ولم يتسن لموقع "الحرة" حينها، التأكد من الصورة التي نشرها المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، على "إكس"، من مصادر مستقلة.

وقال أدرعي في ذلك الوقت: "صورة المدعو محمد الضيف، مع الدولارات.. تم كشفها من أحد الحواسيب التي تم ضبطها خلال العملية البرية في غزة".

وحسب فرانس برس، ولد الضيف عام 1965، ويُفترض أن لقبه "الضيف" يأتي من حقيقة أنه لا ينام أكثر من ليلة واحدة في المكان نفسه.

وتقول الوكالة إن أعداءه يصفونه بأنه "قط له 9 أرواح"، بعدما نجا من محاولات اغتيال عدة، تسببت إحداها بفقده إحدى عينيه.

وفي صباح الهجوم على إسرائيل، بُث تسجيل صوتي له عبر قنوات حماس، يقول فيه: "اليوم ينفجر غضب شعبنا وأمتنا".

وانضم الضيف إلى حركة حماس في أواخر عام 1987، واعتُقل في سجن إسرائيلي عام 1989 لمدة 16 شهرا. ثم اعتقل في بداية الانتفاضة الثانية (2000-2005) لدى السلطة الفلسطينية، لكنه هرب أو أُطلق سراحه بعد وقت قصير، وفق فرانس برس.

ومنذ نحو 30 عاما، شارك الضيف في أكثر الضربات قساوة لإسرائيل، بدءا من اختطاف جنود وهجمات صاروخية، مرورا بعمليات عسكرية، ووصولا إلى هجوم السابع من أكتوبر غير المسبوق.

وأصبح الضيف رئيسا للجناح المسلح لحركة حماس في 2002، بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة، بغارة إسرائيلية. وله تاريخ عسكري وسري طويل بدأ في الثمانينيات.

وأُدرج الضيف عام 2015 على اللائحة السوداء الأميركية "للإرهابيين الدوليين"، كما أُدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب في ديسمبر الماضي.

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.