المصدر: Kataeb.org
الجمعة 26 حزيران 2020 13:43:11
الرئيس أمين الجميّل قال في كلمته: "مرحلة الرئاسة كانت صعبة جداً، من الحروب والإجتياحات والصراعات الداخلية والخارجية وكذلك الأوضاع الاقتصادية بسبب الاوضاع الامنية، وأطلقت على هذه المرحلة عنوان مغامرة الإنقاذ".
وتابع "اختصر أهدافي خلال ولايتي الرئاسية بثلاثة: الحفاظ على السيادة، تعزيز الوحدة الوطنية، والأمن الاجتماعي والاقتصادي".
وأردف "ثلاث لاءات تلخّص مواقفي من موضوع السيادة والحملة الشرسة للحفاظ على السيادة، قلت كلا لحافظ الأسد عام 1983 عندما أسقطت الاتفاق الثلاثي واعتبرت انه يتناقض مع مستلزمات السيادة الوطنية، ثم قلنا كلا للتوطين الفلسطيني السياسي والعسكري والشعبي، وتقدّمت بطلب الى مجلس النواب بالغاء اتفاق القاهرة وفي ايار 1987 اي سنة قبل نهاية ولايتي صوّت مجلس النواب على إلغاء اتفاقية القاهرة، وأخيراً قلنا كلا لاتفاقية 17 ايار وقد اسقطت هذا الاتفاق يوم 17 ايار من خلال الرسائل التي وجهتها للمعنيين والتي تؤكد ان لبنان لن يلتزم او يطبق واننا نعتبر لاغياً بسبب التعنت والموقف الاسرائيلي".
وقال الرئيس الجميّل "خوفاً من الارتداد السياسي والأمني على لبنان اصريت عل الرئيس الاميركي ريغان ان يكون بجانب لبنان ويؤكد تضامنه معنا لدرء مخاطر الغاء قرار 17 ايار وقد ارسل لي كتاباً رسميا في اليوم نفسه يؤكد وقوفه بجانبنا لمواجهة رفض لبنان لاتفاقية 17 ايار".
وعلى صعيد تعزيز الوحدة الوطنية، اشار الرئيس الجميّل الى الحكومة التي كانت مؤلفة من مجمتع مدني دون تمثيل حزبيّ، وكان همها التحضير للوحدة الوطنية والمصالحة وقامت بانجازات كبيرة ومهّدت لحكومة الاتحاد الوطني التي كانت الحكومة الثانية في ولايتي، وقد رافقتنا هذه الحكومة حتى آخر العهد.
وتابع "كان همي الحوار والمصالحة من خلال مؤتمرات بيروت وبكفيا ولوزان وجنيف التي كانت محاولة للمصالحة الوطنية واصلاح النظام السياسي ودفع مسيرة المؤسسات الى الامام".
واضاف "أما على صعيد الامن الاجتماعي والاقتصادي، فكانت هناك جهود كثيرة وتركنا الولاية كان الدين الخارجي تقريبا لا يذكر وضبط للعملة اللبنانية".
وختم الرئيس الجميّل قائلاً "حبذا لو نستخلص العبر اليوم وهذه التجربة على صعيد السيادة والوحدة الوطنية والامن الاقتصادي والاجتماعي لإنتشال لبنان من المستنقع الذي هو فيه".
الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال من جهته: "الرئيس الجميّل كان مقاوماً بكل ما يمس بلبنان وسيادته ورخائه، وكان يتعامل مع ظروف قاسية للغاية، وكان مشاركا رئيسيا في النهضة التي افادت العالم العربي، وتغيير وجه العالم العربي من مجرد دول تابعة لخلافة او دول استعمار غربي الى دول تأمل بمستقبل مختلف".
وتابع "وجدت فيه شخصية جميلة لديها رصانة قوية ومحترمة وشخصية محببة وفي الوقت نفسه يفهم العالم العربي جيدا ويدرك مدى ارتباط لبنان بالعالم العربي".
ولفت الى ان لدى الرئيس امين الجميّل قدرة على ايصال افكاره لكل المجتمعين، معتبراً ان الليلة الاخيرة للرئيس الجميّل في الرئاسة امر يجب ان يدرس وهو كان يسير بوتيرة مختلفة عن تلك التي كان يسير على اساسها باقي القادة في لبنان".
النائب مروان حمادة، قال في مداخلته "بدأ التواصل مع الشيخ امين قبل تبوئه الرئاسة، وبعد مأساة اغتيال الشيخ بشير تبين معنا ان التواصل مع الشيخ امين ممكن وبدأنا من باريس حيث كان الرئيس الجميل بدعوة رسمية والتقى بقيادات درزية ولاسباب التوازن اصر وليد جنبلاط ان نزور بعدها الرئيس شمعون والعميد ريمون اده".
وشدد حمادة على لبنانية وعروبة امين الجميّل، وقال "لبنانيته ظهرت في محاولته الدائمة للتواصل وإسقاط اتفاقية 17 ايار، ولم يكن هناك غبار على عروبته، والعروبة لا تعني تسليم البلد الى سوريا والحكومة الاولى التي اتى بها الرئيس الجميّل هي حكومة تكنوقراط حقيقية لا مثل اليوم".
كما أكد حمادة أن الرئيس الجميّل لم يكن مسؤولاً عن حرب الجبل ابداً.
الدكتور ايلي سالم، قال "الكتاب نصوص ورسائل وحركة سياسية مستمرة، وقد عايشت الرئيس الجميل في بكفيا وفي القصر الجمهوري وتحت القصف". وتابع "اتصل بي فحضرت الى القصر ولم اكن اعرفه وطرح عليه تسلّم وزارة الخارجية فسألته اذا كان ملتزما باتفاقية سلام مع اسرائيل فأجابني لا من قريب ولا من بعيد وقال ان همه الاول الانسحاب الاسرائيلي، وبعدها الاجتماع مع الاسد لتأمين الانسحاب السوري كما قال إنه ان تمكنا من حلّ الميليشيات فسنبني دولة".
ورأى سالم ان الكتائب هو صورة عن الشخص وتظهر اولوياته وروحيته فيه، وتابع "هناك اسرار لا يقولها رئيس الجمهورية، لكن كل ما ورد في هذا الكتاب هو صحيح".
وتابع سالم " اتفاق 17 ايار كما كان يفهمه عبد الحليم خدام غيّر الشيء الرصين المكتوب، ونحن كنا نستعجل الخروج الاسرائيلي من لبنان بينما الأسد كان يأخذ وقته".
وذكّر سالم أن مجلس النواب اللبناني صوّت باجماع ما عدا نائبين مع تصفيق حار وتأييد كامل لابرام الاتفاق، لكن الرئيس الجميّل رفض ذلك.
وشدد على ان الرئيس الجميّل حاول جاداً للاصلاح، وأردف "الرئيس الجميّل قال لي انه لو كان هناك دولة وولاء للبنان فقط لما حصل ما حصل".