نزع سلاح الفصائل الفلسطينية سالك بعد خطة ترامب وحزب الله وحيداً!

أدى تحريض حزب الله بإيعاز من النظام الإيراني ، لرفض قرار الحكومة اللبنانية بنزع السلاح، واعتباره سلاح المنظمات الفلسطينية التي توالي ايران، بما فيها  حركة "حماس"، جزءاً من سلاح الحزب ، الى تباطؤ عملية استكمال نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات بشكل عام ، قياسا عما بدأت عليه من قبل، بحجة ان هذا السلاح  يبقى حاجة ضرورية لحماية هذه الفصائل من الاعتداءات الاسرائيلية وغيرها من الذرائع المفتعلة، والهدف كما هو معلوم، بأنه يشكل خط الدفاع الاول عن سلاح الحزب، ونزعه يعني زوال عقبة اساسية من طريق نزع سلاح الحزب، وتسريع عملية تنفيذ قرار مجلس الوزراء بهذا الخصوص.

اليوم وبعد موافقة حركة "حماس" على خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لانهاء حرب غزة، فقد سلاح الفصائل الفلسطينية ، اي مبرر لبقائه خارج سلطة الدولة اللبنانية ،  في حين ظهر بوضوح ان هذه  الموافقة،  فاجأت النظام الايراني وشكلت صدمة لحزب الله ، تجلت بتخبط واضح بين مسؤوليه  بالتعاطي مع هذه الخطة، التي وصفها الامين العام للحزب نعيم قاسم، بأنها تخدم المصلحة الاسرائيلية بداية، ثم تبعه الحزب بساعات معدودة ، باصدار بيان تأييد لموقف حماس منها، ما يعني تعدُّد مواقف الحزب وهشاشتها ، وضعف كل الذرائع التي تلطَّى وراءها الحزب، لفرملة عملية نزع سلاح الفصائل الفلسطينية ، وسقوط ما كان يُعتقد وهماً، انه بمثابة حاجز حماية لسلاح الحزب ، وبالتالي تسريع  اكمال مسار هذه العملية في وقت قريب . 

لن يكون بإمكان النظام الايراني وحزب الله بعد اليوم، التلطِّي وراء حرب غزة، لوضع العراقيل امام الدولة اللبنانية لمنع  استكمال نزع سلاح الفصائل الفلسطينية الموالية لإيران ، بحجة مواجهة الاعتداءت الاسرائيلية ضدها، لانها وهي صاحبة الحق كحركة "حماس" في مقدمتها، دخلت في صفقة مع اسرائيل لوقف الحرب الدائرة بينهما منذ عامين نهائيا، ومن ضمنها نزع سلاح الحركة، ووقف اي اعمال حربية، وبالتالي سقطت اي وظيفة او دور لهذا السلاح داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان ، او حتى خارجها ، على الحدود او اي مكان آخر على الاراضي اللبنانية،كما كان يتذرع الحزب بذلك.  

ترك قرار حركة حماس بالموافقة على خطة ترامب، بالرغم من التشدد الاميركي في آلية التطبيق والاعتراض على بعض البنود فيها، حزب االله وحيداً في المنطقة، بعد هزيمته العام الماضي على يد القوات الاسرائيلية، يتعرض لضغوط من  الخارج و الداخل اللبناني لتسليم ما تبقّى من سلاحه للدولة ، تحت وطأة استمرار الاعتداءات  ضد مواقعه وكوادره في كل مكان، والتشدد في منع اي مظاهر مسلحة قياسا عما كان يحصل من قبل، ومجرداً من دعم سياسي كان يستند اليه، بعد سقوط نظام بشار الاسد العام الماضي وضعضعة الموقف الايراني بعد الحرب الاميركية والاسرائيلية التي شنت ضد ايران، وبالتالي تقلص هامش المناورة امام الحزب كثيرا ، وبالتالي ضعفت قدرته على منع استكمال السلطة لعملية نزع سلاحه، قياسا عما كان عليه الامر قبل طرح خطة ترامب.