المصدر: صحيفة الأنباء
الثلاثاء 28 كانون الاول 2021 19:14:46
رغم تطوير لقاحات مضادّة له، ورغم اعتياد العالم عليه، لا يزال فيروس كورونا قادراً على التكاثر والتحوّر والانتشار. لم يصبح بعد عدوى موسميّة عابرة كي لا نأخذه على محمل الجدّ. وحتى ذلك الحين، نحن لسنا في مأمن ولن نكون. فكيف يصف الأطباء الوضع اليوم؟
مع اكتشاف إصابات بمتحوّر "أوميكرون" في لبنان، يُشير عضو اللجنة العلمية والفنيّة في وزارة الصحّة للسماح بالاستخدام الطارئ للّقاحات.
الدكتور نزيه بو شاهين، وفي حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة، أشار إلى أنّه "بحسب التقارير الطبيّة الأوروبية "أوميكرون" سريع الانتشار. وهو أسرع من المتحوّر دلتا بـ5.6 مرات، ما يعني أنّه بعد فترة وجيزة لن تتمكّن حتى الدول الغنيّة، والتي تتمتّع بنظام صحّي كامل، من ضبطه والحدّ من انتشاره".
هذا يعني أنّ لبنان المنهار وقطاعه الصحّي، الذي يعاني ويدقّ ناقوس الخطر، لن يكون بمقدوره ضبط أو احتواء أي تفشٍ، بل سينهار أكثر فأكثر، وهو ما سينعكس سلباً على صحّة اللبنانيين. ويلفت بو شاهين إلى أنّ "جهوزية المستشفيات تبلغ نسبتها 40 في المئة فقط من النسبة التي كانت متوفّرة في العام الماضي، حيث كان هناك حوالي 2,500 سرير بين أسرّة عناية فائقة وأسرّة عادية، فيما اليوم لا يتعدّى عدد الأسرّة الـ916 سريراً، ونِسب الإشغال في المستشفيات فاقت الـ90 في المئة في بعض المناطق".
وبما أنّ انتشار "أوميكرون" بات يشمل 106 بلداً، وعدد المصابين بهذه السلالة الذين يحتاجون إلى دخول المستشفيات في جنوب إفريقيا وبريطانيا مستمرٌ في الارتفاع بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، يؤكّد بو شاهين على ضرورة تلقّي اللقاح، قائلاً: "90 في المئة من المرضى الموجودين في العناية الفائقة هم من غير الملقّحين. وكلفة الاستشفاء أصبحت مرتفعة جداً، حيث باتت تكلفة ليلة العناية الفائقة تتراوح بين 8 و10 ملايين ليرة. وبما أنّ كلفة الاستشفاء عالية وليست بمتناول الكثير من الناس، وقسم كبير من الفاتورة الصحيّة هي بالدولار وعلى المريض أن يدفعها، فمن أفضل وأسلم الطرق هي الوقاية، وهي أقل تكلفة مادياً وصحياً".
ويُضيف: "نحن أمام خطر تفشٍ واسع إذا لم يلتزم الناس بإجراءات الوقاية، خصوصاً وأنّنا نعاني، وإمكانيّاتنا محدودة على عكس الدول الأوروبيّة، و(كذلك) أميركا التي لديها مقوّمات صحيّة من مستشفيات وطواقم طبيّة، وتجهيزات وموارد ماليّة، وأدوية ومستلزمات طبيّة. فطواقمنا الطبيّة قسم منها هاجر، وقسم منهك".
ويُذكّر بو شاهين بالإرشادات الأساسيّة لعدم وصولنا إلى كارثة صحيّة، ويقول: "أهمّ التوجيهات هي أخذ اللقاح فهي ا?منة وفعّالة ومجانيّة. وقد بلغت نسبة الملقّحين بالجرعتين 35 في المئة، ومن تلقحوا جزئياً بلغت نسبتهم 40 في المئة، فيما وصلت نسبة المسجّلين على المنصّة إلى 60 في المئة". ويُتابع: "التخفيف قدر الإمكان من الاختلاط، خصوصاً خلال الأعياد".
ويختم: "يجب التقيّد بالإرشادات صوناً لأنفسكم وأحبائكم، لأنّ العلاج مكلفٌ جداً".
الطريق لتجنّب الكارثة وحماية أنفسنا باتت واضحة، ويبقى علينا اتّخاذ القرار الصحيح.