نقاش بري -الحريري: ودي وصريح!

واشارت الى انّ التطورات الأمنية التي شهدها وسط بيروت ليل الاثنين الثلثاء، فرضت نفسها بنداً رئيسياً على اللقاء بين بري والحريري، اللذين قارباه بإدانة شديدة له، وبتشديد من قِبلهما على معالجة الامور ومنع تجدّد مثل هذه الاعمال التي من شأنها ان تدفع الوضع الى ما لا تُحمد عقباه على السلم الاهلي واستقرار البلد بشكل عام، مع الحرص على منع الفتنة التي تحيكها بعض الغرف السوداء.

وتشير المعلومات، الى انّ بري والحريري استعرضا بشكل مفصّل الاحداث التي توالت منذ 17 تشرين الاول وحتى اليوم، مروراً باستقالة الحريري وما نتج منها، وصولاً الى الاستشارات الملزمة وتأجيلها جرّاء الملابسات التي احاطتها، وخصوصا التطور الذي طرأ على موقف «القوات اللبنانية» وحملها على تبديل موقفها المؤيّد لتسمية الحريري وفق الاجواء الايجابية التي نقلها موفد الحريري الى معراب الوزير السابق غطاس خوري، وثمة سؤال حول هذا التبدّل لم يجد اجابة له بعد.

وتفيد المعلومات، انّ اجواء النقاش بين بري والحريري كانت ودّية، وصريحة، وانّ الأخير لم يبدر عنه ما يوحي عزوفه عن الترشح لرئاسة الحكومة، اذ انّه حتى الآن ما زال وحيداً في نادي المرشحين لرئاسة الحكومة. كما لم يتمّ التداول بينهما في اي اسم آخر بديل منه.

وفي السياق، كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" أن لقاء عين التينة أظهر أن الرئيس بري لا يزال على رغم كل التداعيات التي واكبت إرجاء الاستشارات والسجالات التي نشأت بسبب هذا الإرجاء، مؤيّداً لتكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة من المنطلقات نفسها التي دفعته من الأساس الى تأييده في ظل وضع البلاد والعلاقات الدولية التي يتمتع بها.

كما أن الرئيس الحريري نفسه لم يوح الى الرئيس بري بأنه طوى صفحة القبول بتكليفه على رغم ما تردّد عن اتجاهه الى إعلان عزوفه عن التكليف والدعوة الى تكليف سواه قبل إجراء الاستشارات غداً. وأوضحت المصادر أن النقاش بين بري والحريري تناول الموضوع الميثاقي وأن لا مشكلة لدى الحريري إذا نال تصويت 19 نائباً مسيحياً إذ أن الرئيس نجيب ميقاتي نال تصويت عدد ضئيل من النواب السنة عام 2012 ولم يشكل ذلك انتقاصاً من الميثاقية.