نواف سلام: الدائرة 16 غير قابلة للتطبيق في صيغتها الحالية

لم يتفاجأ الإعلاميون الذين التقوا رئيس الحكومة نواف سلام لساعة من الوقت، بحنكته في الإجابة عن كافة الأسئلة، "حنكة" ركيزتها القانون والدستور، فسهل جدًا على رجل القانون أن يتسلّح به من دون مواربة.

الحوار كان مفتوحًا مع وفد من جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" برئاسة أسعد بشارة، بملفات تمحورت حول الانتخابات النيابية وحرية التعبير وقضية الروشة الشهيرة، والعلاقة مع الرئاسة الأولى وتقرير الجيش حول تسليم السلاح، الذي سيعرضه قائد الجيش رودولف هيكل في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.

البداية، مع موضوع الساعة، الانتخابات النيابية التي أكّد سلام أن دور الحكومة فيها، يقتصر على إصدار المراسيم التطبيقية لقانون الانتخابات وليس التشريع الذي هو من مهام مجلس النواب، مستعينًا بمثل قانون السير الذي رفض النوّاب إعطاء مجلس الوزراء صلاحية تعديله، فيما يملك الأخير صلاحية التشريع الجمركية. واعتبر سلام أن الدائرة 16 غير قابلة للتطبيق في صيغتها الحالية، إنما دعا المغتربين إلى ضرورة التسجيل ضمن المهل، جازمًا بأنه لن يوقع على التمديد للانتخابات. وعند سؤال "نداء الوطن" عن المادة 58 من الدستور التي تتيح للحكومة طرح قانون بمادة واحدة يمرّ تلقائيًا في حال أهمله المجلس النيابي أربعين يومًا، اكتفى سلام بالقول "لكلّ إجراء وقته".

بعد الانتخابات، انتقل الحوار إلى الحدث الشهير "صخرة الروشة"، فرئيس الحكومة كشف عن اتصاله بالرئيس نبيه برّي قبل ليلة من التجمّع قائلًا له: "ما رأيك أن توضع صورة الإمام موسى الصدر على البرلمان، وأن نضوّي السراي بشعار 14 آذار وصورة الرئيس الجميّل على الروشة؟" فمن يخاف على السلم الأهلي، عليه أن يطبّق القانون لا أن ينقلب عليه. كما أن حرية التجمّع التي يكفلها الدستور أعطيت من دون أي تردّد حين طلب "حزب اللّه" ذلك".

 

أمّا عن الشكوى المقدّمة بحق المنظمين الذين انقلبوا على القانون ولم يمثلوا أمام القضاء، فقال سلام "إن هذا الموضوع في يد القضاء حاليًا ولن أتدخل احترامًا لفصل السلطات".

"لم ولن أدّعي على أحد" قالها بوضوح سلام، فحريّة التعبير من سمات لبنان، إنما ثمّة فرق بين الصحافي الذي يمارس حقه المقدّس في الانتقاد المهني، وبين صحافي يمارس الشتيمة خارج إطار عمله. وكان سبق أن سُئِل سلام عن مواقف علي برو فقال: "من هو علي برو؟".

وعند سؤاله: هل صحيح أن ثمة علامات توتر بين الرئاستين الأولى والثالثة، ظهرت في بيان وزير الدفاع وتكريم قائد الجيش بعد حادثة الروشة؟ بصراحته المعهودة قال سلام: "نحن على توافق تام وما يجمعنا هو خطاب القسم والبيان الوزاري، إنما التباين طبيعي والنقاش أيضًا".

أما الهاجس الأكبر لدى اللبنانيين فهو الخوف من جولة جديدة للحرب، إذ إن العيون شاخصة على جلسة الإثنين التي سيقدّم خلالها الجيش تقريره، الذي يعتبر سلام أن نتيجته ستحدّد خطوات الحكومة.

خلاصة اللقاء، يبقى الرئيس نواف سلام العنيد، "ديكتاتوريًا" بتطبيق القانون إنما ديمقراطيًا في النقاش والأفكار، مازحًا خلال اللقاء: "هل نحن في عهد النظام السوفياتي؟".