هدف إسرائيل إقامة منطقة عازلة جنوباً؟

تزداد المخاوف من تذرع اسرائيل بمواقف حزب الله، الرافضة لتسليم ما تبقَّى من سلاحه للدولة اللبنانية، بموجب اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار١٧٠١، لتواصل احتلالها للنقاط الخمس الاستراتيجية جنوباً، وخرق الاتفاق المذكور، والاستمرار بتنفيذ اعتداءاتها بالقصف والاغتيال، وتدمير اي جهد او محاولة لاعادة اعمار القرى والمناطق المدمرة، او حتى السكن فيها، بعمل فردي او جماعي، ما يطرح سلسلة تساؤلات واستفسارات، ان يكون وراء هذه الممارسات هدف مبيّت، وهو اقامة منطقة عازلة بعمق خمسة كيلومترات داخل الاراضي اللبنانية، لحماية سكان المستعمرات الاسرائيلية المواجهة للحدود الجنوبية من اي هجمات ضدهم، على غرار ما كان يحصل بعد عملية طوفان الاقصى، كما صرح بذلك اكثر من مسؤول عسكري اسرائيلي مؤخراً.
 
وكلما قويت السجالات الداخلية، وطالت عملية تسليم سلاح الحزب للدولة، تحت اي حجج او مبررات كانت، كلما زاد تمسك اسرائيل باحتلالها للتلال الخمس جنوباً، واستغلالها للخلاف الداخلي، لتثبيت الامر الواقع الناجم عن اعتداءاتها المتواصلة على طول الحدود اللبنانية، تحت الحديد والنار، مستفيدة من غياب اي مساءلة ضدها، ومن الدعم الاميركي المتواصل ضدها، لمنع اعادة اعمار المناطق المدمرة وغير قابلة للسكن من جديد.
 
اقصر الطرق لمنع اسرائيل من تحقيق هدفها، بتثبيت الامر الواقع، وبمنع اعادة اعمار المناطق المدمرة، من خلال تدمير واحراق حتى المنازل الجاهزة للسكن فيها مؤقتاُ، ازالة كل العقبات التي تعترض سياسة الدولة بتسليم سلاح الحزب، بعدما فقد كل مبررات وجوده، إن كان بحماية لبنان، أو حتى حماية الحزب نفسه، وترك مسألة الحماية للجيش اللبناني، الذي اثبت جدارة في مهمات تسلم الامن جنوباً، وبمواجهة العديد من محاولات العدو الاسرائيلي لاعادة التموضع وقطع الطرق والتعدي على المواطنين العائدين الى قراهم.
 
اما المكابرة ورفض الحزب او بعض اجنحته، الانصياع لقرار تسليم سلاحه للدولة، انطلاقاً من البيان الوزاري بحصر السلاح بيد الدولة وحدها، بحجة استمرار الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمس جنوباً، فهذا يصب في خانة تحقيق هدف اسرائيل، ليس برفض الانسحاب فقط، بل باطالة امد المباشرة بعملية اعادة اعمار المناطق المهدمة، وزيادة معاناة المواطنين المهجرين منها، وهذا لن يكون في صالح لبنان واللبنانيين على حدٍّ سواء.