هدنة غزة سارية..إسرائيل تمنع سكان الشمال من العودة

دخلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، على أن تتم عملية تسليم الرهائن في وقت لاحق من بعد ظهر الجمعة، فيما منعت إسرائيل النازحين من شمال القطاع من العودة إلى منازلهم أثناء الهدنة التي تستمر 4 أيام.

ودوّت صافرات الإنذار في غلاف غزة قبل دقائق من بدء الهدنة في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، من دون تأكيد لوقوع هجمات صاروخية أو أي أضرار.

المساعدات الإنسانية

وبدأت شاحنات المساعدات بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وتشمل الوقود والغاز بكميات متفق عليها إضافة إلى المساعدات الطبية والغذائية. وتوقع مدير معبر رفح دخول 230 شاحنة الجمعة، لسد جانب من النقص من احتياجات القطاع

واعتبر المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة هشام مهنا الجمعة، أن الهدنة المؤقتة لوقف إطلاق النار تمثل "بادرة أمل" لسكان الشريط الساحلي الفلسطيني المحاصر، مشدداً على أن احتياجات القطاع للمساعدات "غير محدودة".

وقال مهنا لقناة "الحرة"، إن الهدنة "تعطي الفرصة للأهالي، ولو لوقت محدود، لتضميد جراحهم ودفن أحبائهم ومحاولة إيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة".

ليلة دامية

وجاءت الهدنة جاءت بعد ليلة دامية لم تتوقف فيها الغارات الإسرائيلية، لكنها تركزت بشكل كبير في شمالي القطاع بمخيم جباليا ومحيط المستشفى الإندونيسي، الذي اقتحمه جيش الاحتلال فجر الجمعة، قبل بدء سريان الهدنة.

وكثّف الاحتلال الإسرائيلي قصفه البري والجوي والبحري على قطاع غزة ليل الخميس وفجر الجمعة، موقعاً عشرات الضحايا، معظمهم نساء وأطفال.

وقبل أقل من ساعتين من دخول الهدنة حيّز التنفيذ، اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى الإندونيسي بعد حصاره لأيام. وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش إن الاحتلال أعدم امرأة جريحة، وأصاب 3، واعتقل 3 آخرين، وبثّ الذعر بين المصابين والنازحين، مضيفاً أنه يوجد نحو 200 مصاب و25 فرداً من الطواقم الطبية في المستشفى الإندونيسي الذي اقتحمه الاحتلال.

وجرى التوصل إلى الهدنة الإنسانية بموجب اتفاق بين إسرائيل و حركة حماس بوساطة قطرية ومصرية وأميركية. ويتضمن الاتفاق إطلاق سراح 50 إسرائيلياً من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

إطلاق رهائن

وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الخميس، أن عدد الرهائن الذين سيفرج عنهم في اليوم الأول سيكون 13، فيما أكد أنه ليس بوسعه الكشف عن عدد الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

وذكرت مصادر إعلامية أن عملية الإفراج عن الفلسطينيين من السجون الإسرائيليية ستتم بعد 4 ساعات من الإفراج عن الإسرائلييين المحتجزين لدى حماس.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مصري أن وفداً أمنياً مصرياً يصل الجمعة، "إلى القدس ورام الله، بهدف تسلّم الأسرى الفلسطينيين المحررين، ومراقبة الالتزام بقائمة الأسماء التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية للوسطاء ووافقت عليها حماس".

وأضاف "سوف يكون موجوداً في الصالة المصرية في معبر رفح عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين برفقة مسؤولين أمنيين مصريين وممثلين للهلال الأحمر المصري والصليب الأحمر، لتسلّم الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم من غزة. ثم يتمّ نقلهم عبر مطار العريش الدولي، على متن طائرة خاصة، إلى إسرائيل".

وتعرضت الهدنة بعد وقت قليل من بدئها، لخروق من قبل القوات الإسرائيلية التي أطلقت النار على الفلسطينيين أثناء محاولتهم تفقد منازلهم بالقرب من مستشفى الرنتيسي شمال قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم قوات الاحتلال أفيخاي أدرعي في بيان ليل الخميس، إنه "مع دخول سريان التعليق المؤقت للنيران حيز التنفيذ، ستتمركز قواتنا عند خطوط وقف إطلاق النار داخل القطاع على أن تنتقل فيها". وأضاف "قواتنا ستتموضع في المناطق غير المكتظة بالسكان وستستمر في التحركات الإدارية واللوجستية على محور نيتساريم والطريق الساحلي".

وأكد أنه "بضِمن ذلك، لن يُسمح بأي شكل من الأشكال بتنقل السكان من جنوب القطاع إلى شماله وإنما من الشمال إلى الجنوب فقط. كما ولن يُسمح بالتنقل غير المنسق للشاحنات من جنوب القطاع إلى شماله".

كما ألقت الطائرات الإسرائيلية مناشير فوق قطاع غزة تحذر النازحين من التوجه من جنوب القطاع إلى شماله، معلنة "منطقة شمال القطاع هي منطقة حرب خطيرة وممنوع التجول بها". وجاء فيها: "من أجل سلامتكم عليكم أن تبقوا بالمنطقة الإنسانية الموجودة في جنوب قطاع غزة وعدم التوجه إلى شمال القطاع".