المصدر: الوكالة المركزية
الاثنين 17 شباط 2025 11:34:38
على مدى يومين ونيّف رهّب حزب الله اللبنانيين واعادهم الى مساحات الفوضى والقلق والخوف الذي اغرقهم فيها طوال الحرب الاسرائيلية عليه منذ 17 ايلول 2024. الغوغائية التي حكمت تظاهرات مناصريه المعروف والمُثبت من يحركهم وبأوامره يأتمرون، وقد ظهر في بعض مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي من يتحدث الايرانية والفلسطينية، هذه الغوغائية لاتمت بصلة الى الحدث الاساس ، المتمثل بامتناع السلطات اللبنانية عن إعطاء الإذن لطائرة إيرانية بالهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، يوم الخميس الماضي اثر تبلّغ معلومات من جهات اميركية معنية عن أن الطائرة تحمل أموالاً إيرانية لحزب الله، وان اسرائيل ستقصف مطار بيروت إن حطت على مدرجه .اذ للتذكير فقط فإن وزير الاشغال " خاصتهم" في الحكومة السابقة كان امتثل لقرار منع هبوط طائرات ايرانية في مطار بيروت خشية استهدافه.
محاولات استحضار مشاهد العنف والمواجهات على طريق المطار تحديدا لجرّ البلاد تكراراً الى حيث يريد الحزب ودويلته المتحللة، لن تلقى المصير الذي يرديه من يخطط لها، ذلك ان العهد تغير وزمن التهديد ولّى ودولة القانون وضعت على السكة واقصى ما يمكن للحزب فعله هو الامتثال، كما سائر اللبنانيين، لقرارات الدولة وتحويل هتافات " شيعة شيعة شيعة" الى "لبنان لبنان لبنان" والكفّ عن مهاجمة العهد والحكومة والاقتناع بأن الدولة وحدها تحميهم وليس اي حزب آخر، وخطاب القسم الرئاسي يظللهم، والا فمدارج المطارمفتوحة لمن يرغب...
ليست الاتهامات التي ساقها المحتجون للرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بالارتهان للعدو الاسرائيلي الا رسالة ايرانية مدسوسة، تؤكد ان الجمهورية الاسلامية تحاول مجددا احداث فوضى في لبنان للتعمية على حقيقة عجزها عن استمرار امداد حزب الله بالمال لمواجهة الدولة، والحزب ينتظرلتسديد رواتب عناصره واستتباعاً تحميل الدولة هذه المسؤولية والقائها تحديدا على الجيش خلال المواجهات التي نشبت مع المتظاهرين ، المُدركين على الارجح، او انهم يغفلون عن الادراك، ان منع الطائرات الايرانية ليس سوى استكمالًا للاتفاق الذي قبل به حزب الله، ويمنع بموجبه أي وسيلة تموّل نشاط الحزب، ويسمح لإسرائيل بضربها إذا شكلت خطرًا عليه. وتقول مصادر سياسية تابعت وقائع الايام الاخيرة بما تخللها من مشاهد مقززة مارسها مناصرو الحزب ابان قطع عدد من طرق العاصمة، ان ثمة من يسعى حكماً الى خلق فوضى في الداخل تمنع الجيش من استكمال انتشاره في القرى التي ستخليها إسرائيل في 18 الجاري ، بما يوفّر للكيان العبري عذرا بعدم الانسحاب نتيجة انشغال الجيش بقضية قطع طريق المطار وعدم الانتشار في آخر المواقع المفترض اخلاؤها. اضف الى ذلك ان الاعتداء على عناصر وضباط اليونيفل هو بدوره رسالة سياسية امنية بامتياز لا سيما وقد تردد ان قوات الطوارئ الدولية قد يكون لها دور في الانتشار في بعض المواقع الحدودية امتدادا الى الحدود الشرقية – الشمالية.
ولا تستبعد المصادر كما تقول لـ"المركزية" ، بعدما فشل مخطط طريق المطار وتعامل الجيش بالحسم والحزم المطلوبين ازاء مخطط إشغاله، ان تعمد طهران الى نسج سيناريوهات جهنمية جديدة على غرار ما فعلت سابقا، اي تنفيذ اغتيالات تستهدف شخصيات من شأن استبعادها عن المسرح السياسي اللبناني اعادة الاوضاع الى ما كانت عليه حينما كانت الكلمة والقرار بالحرب والسلم للدويلة . بيد انها تختم موضحة ان ما تغيّر ليس لبنانيا فقط بل اقليمي- دولي . نفوذ ايران انتهى واوكسيجنها للحزب انقطع وسوريا جديدة نشأت ومثلها لبنان، ولا عودة الى الوراء.