هذا ما جناه السياسيون على لبنان

كتب عادل السنهوري في موقع الروية: هذا البلد العربي الجميل- في سياسيه وأحزابه وقواه الوطنية وفي أصدقائه من الدول العربية والإقليمية. لبنان يدفع ثمن صراعات داخلية وتصفية حسابات خارجية لقوى إقليمية وأحياناً دولية على أرضه، ليس فقط في السنوات الأخيرة، وإنما لسنوات بعيدة تمتد إلى فترة الخمسينيات والستينيات ألقت بذيولها وظلالها إلى ما بعد ذلك وصولاً إلى الحرب الأهلية 1975 حتى الآن.

الصراعات السياسية الداخلية ومعركة كسر العظام بين القوى الإقليمية على أرض لبنان دفع ثمنها الشعب اللبناني، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد الصغير الذي كنا نسميه «باريس الشرق» في زمن من الأزمان.

وسواء نفت الحكومة اللبنانية بالأمس ما صرح به نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ونقلته وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية بإعلان إفلاس لبنان وبنكه المركزي أو لم تنف، فإن الواقع الأليم على الأرض من ترد وانهيار الأوضاع الاقتصادية يشير إلى أن لبنان على شفا الانهيار وحافة الإفلاس، فالتقديرات تشير إلى أن ما يقرب من نصف اللبنانيين باتوا الآن يعيشون تحت خط الفقر، بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد، فيما كشف تقييم صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن قرابة 77% من الأسر اللبنانية ليس لديها ما يكفي من الطعام أو حتى المال الكافي لشراء مواد غذائية.

وسبق هذا، ما ذكره البنك الدولي من أن الأزمة اللبنانية ربما تكون ضمن واحدة من أسوأ 3 أزمات على مستوى العالم منذ منتصف الـ19، فقد ذكر باحثون من البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي في لبنان يشهد انخفاضاً منذ عام 2018 بالتوازي مع سعر صرف غير رسمي، وأضاف الباحثون أن «مثل هذا الانكماش الكبير والسريع يرتبط عادة بالصراعات أو الحروب».

كل ذلك بسبب السياسة والسياسيين في لبنان، فالبلد منذ أكثر من عام لم تستقر على حكومة وطنية وفشلت الصراعات وسياسة المحاصصة وتقاسم السلطة في إخراج لبنان من أزمته الخانقة.

الشعب ضاق بالنخبة وبالطائفية السياسية واندلعت مظاهرات ضخمة في شتى أنحاء البلاد ضد الفساد وضد المسؤولين عن الأزمة بعد تفاقم الأوضاع المالية والنقدية في ظل غياب رؤية سياسية وطنية للوصول إلى حل.

اللبنانيون يعيشون على قلق وخوف على مستقبل لبنان بعد انعدام الأمل في الخروج من الكارثة التي يعيشها البلد بسبب قادة السياسة.